الوفد الإفريقى فى أوكرانيا
وفد المبادرة الإفريقية، لتسوية الأزمة الأوكرانية، وصل إلى كييف، صباح أمس الجمعة، وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكـى، لعرض تفاصيل المبادرة، بعد رحلة بالقطار من الحدود البولندية، استغرقت ١٢ ساعة. وبالتزامن، هز انفجاران، على الأقل، العاصمة الأوكرانية، وانطلقت صافرات الإنذار، وقال طاقم تابع لوكالة «رويترز» إنه شاهد آثار دخان صاروخين فى الجو، وشاهد أيضًا، وصول القادة الأفارقة إلى كييف ودخولهم أحد الفنادق للاحتماء فى مخبأ مضاد للضربات الجوية!.
نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، شارك فى الوفد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وسامح شكرى، وزير الخارجية، إلى جانب رؤساء جنوب إفريقيا، السنغال، جزر القمر، أوغندا، زامبيا، وممثل عن جمهورية الكونغو. وفى حسابه على «تويتر»، كتب دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكرانى، أن «الصواريخ الروسية رسالة إلى إفريقيا بأن روسيا تريد مزيدًا من الحرب وليس السلام»!.
مسودة «وثيقة إطارية»، لم يتم نشرها رسميًا، ذكرت أن المبادرة الإفريقية تضمنت «إجراءات لبناء الثقة»، من بينها تعليق بعض العقوبات المفروضة على روسيا، وتهيئة الأجواء المواتية لوقف إطلاق النار، وتشجيع الطرفين على الاتفاق على عملية تفاوضية يقودها دبلوماسيون. و... و... وفى حين أكدت الرئاسة الروسية، الجمعة، أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال منفتحًا على أى اتصالات تهدف إلى حل النزاع، قال الرئيس الأوكرانى إن سحب القوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية، يجب أن يكون أساسًا لأى تسوية.
كان سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، قد أعلن عن قيامه، نيابة عن نظرائه، بطرح المبادرة على الرئيسين الروسى والأوكرانى، فى اتصالين تليفونيين منفصلين، وأكد أنهما رحبا بها. كما أشار إلى أن المبادرة قوبلت بترحيب، أيضًا، من أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ومكتب الاتحاد الإفريقى والولايات المتحدة وبريطانيا. وخلال مؤتمر صحفى، عقده أمس الأول الخميس، أكد جوتيريش أن رئيس جنوب إفريقيا، أطلعه على تفاصيل المبادرة، التى وصفها بأنها مهمة وتعتمد على الإرادة الطيبة لعدد من الدول المهمة.
المبادرة الإفريقية، التى تم الإعلان عنها، منتصف الشهر الماضى، صاغتها مصر وجنوب إفريقيا وزامبيا والسنغال وأوغندا، إضافة إلى جزر القمر، التى تتولى حاليًا رئاسة الاتحاد الإفريقى. وفى اجتماع عقدوه، فى ٥ يونيو الجارى، عبر الفيديو كونفرانس، تباحث قادة الدول الست بشأن تفاصيلها وتوافقوا على استمرار العمل المكثف لبلورة الآليات اللازمة لتشجيع الجانبين الروسى والأوكرانى على الانخراط فيها بشكل إيجابى خلال الفترة المقبلة. وأكدوا أن لدول القارة السمراء مصلحة أكيدة ومباشرة، فى العمل على إنهاء الأزمة، نظرًا لآثارها السلبية الهائلة على الدول الإفريقية، وسائر دول العالم، فى عدد من القطاعات الحيوية، مثل أمن الغذاء والطاقة والتمويل الدولى، إضافة إلى أهمية ذلك فى دعم الاستقرار والسلم الدوليين.
تقف مصر، منذ بداية الأزمة، على مسافة واحدة من كل أطرافها، الرئيسية أو الحقيقية، وتبنت، ولا تزال، موقفًا متوازنًا، يستند إلى ضرورة احترام مبادئ القانون الدولى، وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، وتغليب لغة الحوار، ودعت فى كل اتصالاتها المتعلقة بالأزمة إلى حشد الجهود الدولية للتوصل إلى حل سلمى يحقن الدماء ويراعى شواغل جميع الأطراف. وفى اجتماع القادة الأفارقة، أعرب الرئيس السيسى، عن تطلعه إلى أن تسهم المبادرة الإفريقية فى تسوية النزاع، فى ضوء ما يربط دول القارة من علاقات ممتدة مع الدولتين، إضافة إلى الأبعاد المتعددة لتلك الأزمة، التى تجاوزت حدودها الجغرافية لتشمل مناطق مختلفة من العالم، خاصة فى إفريقيا والشرق الأوسط وعلى صعيد الدول النامية، التى تعد الأكثر تضررًا من تداعيات الأزمة.
.. وأخيرًا، من المفترض أن يكون القادة الأفارقة قد غادروا أوكرانيا، بالقطار، إلى بولندا، ثم، بالطائرة إلى مدينة سانت بطرسبرج الروسية حيث يلتقون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم السبت، بعد ساعات من مغادرة الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون، الذى استمرت زيارته ثلاثة أيام، وأثارت الكثير من الأسئلة، لكون الجزائر إحدى الدول القليلة التى امتنعت عن التصويت على كل قرارات الأمم المتحدة، التى أدانت روسيا.