ما شهدته «الأبعادية» وغيرها
المشروعات، التى تفقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس الأربعاء بقرية الأبعادية، التابعة لمحافظة البحيرة، مجرد عينة أو نماذج من ٧٩ مشروعًا فى تلك القرية، قامت بتنفيذها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، لتطوير الريف المصرى، التى تغطى كل جوانب التنمية، وتوفر حزمة متكاملة من الخدمات، استكمالًا لبرنامج الإصلاح الوطنى، الاقتصادى والاجتماعى، العميق والشامل، الذى يستهدف إعادة رسم خريطة مصر.
مع دار رعاية المسنين، ومجمع الخدمات التكنولوجية، والوحدة الصحية، هناك ١٣ مشروعًا بقطاع مياه الشرب و٩ مشروعات صحية و٢٢ مشروعًا فى الاتصالات و٧ مشروعات تعليمية و٨ مشروعات فى الكهرباء و٨ صرف صحى و٣ مشروعات للشباب والرياضة، من بينها مركز شباب، ومشروعان فى الرى، إضافة إلى مجمع للخدمات الزراعية ونقطتى إسعاف وإطفاء و... و... والقرية واحدة من ٤٣ قرية رئيسية بمحافظة البحيرة، موزعة على مراكز دمنهور، كفر الدوار، أبوحمص، حوش عيسى، أبوالمطامير، وادى النطرون، التى قامت المبادرة بتنفيذ ٨٣٤٤ مشروعًا فيها. أما باقى قرى المحافظة، التابعة لمركزى الدلنجات وإيتاى البارود، فبدأ تنفيذ المشروعات الخاصة بها ضمن المرحلة الثانية من المبادرة.
داخل المبادرة الرئاسية الرئيسية، هناك مبادرات فرعية مثل مبادرة «أنت الحياة» التى عقدت، السبت الماضى، فى مركز شباب الأبعادية، ملتقى للتوظيف، بحضور ممثلى عدد من الشركات، وجرى خلاله طرح العديد من فرص العمل فى مختلف التخصصات. وفى إطار المبادرة نفسها، عقد «المجلس القومى للمرأة» بالبحيرة سلسلة من ندوات الإرشاد الأسرى والتنشئة المتوازنة وورش ومحاضرات توعوية للشمول المالى، بالإضافة إلى عقد ندوات تثقيفية وتوعوية دينية واجتماعية لنزلاء مجمع دار المسنين المشار إليها. إلى جانب عقد جلسات توعوية حول مخاطر التوقيع على إيصالات الأمانة، ومناقشة أوضاع الغارمات والغارمين بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، وحل عدد من المشاكل المتعلقة بالقروض فى إطار قانونى.
الواقع يقول إن الريف المصرى ظل بعيدًا عن التطوير الحقيقى والتغيير الجاد، وأكثر بعدًا عن اهتمام الدولة، حتى قررت «دولة ٣٠ يونيو»، أن تعيد رسم خريطة مصر، وأن تنقل قراها وكفورها ونجوعها من الفقر وتسول الخدمات إلى الحياة الكريمة، مع سد الفجوات التنموية بين القرى والمراكز، وتحسين مستوى المعيشة الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية، وإعادة التخطيط العمرانى والزراعى، وتطوير البنية التحتية وشبكة الطرق والاتصالات، وإتاحة فرص الاستثمار فى طول مصر وعرضها. ومع ما يزيد على ٤٥٠٠ قرية و٣٦ ألف كفر، أحيا الرئيس، منذ سنتين، الذكرى الثامنة لثورة ٣٠ يونيو بتحويل مبادرة «حياة كريمة» إلى أضخم مشروع قومى تنموى تعرفه البلاد لتطوير الريف المصرى، بعد أن أحدثت المبادرة نقلة نوعية واستثنائية فى غالبية القرى، وقامت بتعويضها عما عانته فى العهود السابقة.
فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخها، التى بدأت منذ منتصف ٢٠١٤، شهدت مصر إصلاحات اقتصادية هيكلية، أدت إلى توفير الموارد اللازمة لإرساء قواعد قوية لبنية تحتية حديثة ومتكاملة، وأتاحت للدولة تنفيذ خطة قومية شاملة للتنمية، تكاملت فيها جهود المؤسسات الحكومية مع جهود القطاع الخاص والمجتمع المدنى، وشركاء التنمية الدوليين، الثنائيين ومتعددى الأطراف، وأتاحت فرصًا واعدة للاستثمار فى العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، بعد تأمين احتياجاتنا من الطاقة، والاهتمام البالغ بالتحول الرقمى، والتركيز على بناء الإنسان المصرى، وتنمية مهاراته وقدراته المهنية، والارتقاء بمستوى وعيه، باعتباره قاطرة التقدم إلى المستقبل، وانطلاقًا من إيمان القيادة السياسية بأن الفقر الأكثر خطورة هو فقر الفكر والقدرات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الطفرات الكبيرة، التى يشهدها الريف المصرى، منذ بدء تنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، تتكامل مع مشروعات المبادرة فى محافظات الصعيد، وتتكامل أيضًا مع مشروعات برنامج «التنمية المحلية بصعيد مصر»، الذى يجرى تنفيذه بـ«رؤية خالصة للدولة المصرية»، بوصف الدكتور شريف حمدى، مسئول أول العمليات فى «مجموعة البنك الدولى»، الذى أكد أن النجاحات، التى حققها هذا البرنامج، جعلته أحد البرامج الاسترشادية للمجموعة، لافتًا إلى أنه سيتم نقله إلى دول أخرى فى قارتى آسيا وإفريقيا.