القصة الكاملة لحادث مقتل نيرة أشرف وإعدام محمد عادل
نُفذ حكم الإعدام، صباح اليوم الأربعاء، والصادر ضد الطالب محمد عادل، لاتهامه بقتل زميلته الطالبة نيرة أشرف في يونيو 2022، وقبل أقل من عام وبالتحديد في يوم الإثنين، 20 يونيو من العام الماضي، وذلك قبيل دخول الضحية لجنتها لأداء الامتحان، في واقعة فوجئ بها الجميع، خاصة عقب إنتشار صور ومقطع فيديو ومنشورات تم تداولها للواقعة، لتعلن هذه المقاطع عن وقوع جريمة قتل بشعة أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة، لفتاة تدعي نيرة أشرف أُطلق عليها "فتاة جامعة المنصورة" و"ضحية جامعة المنصورة"، في حدث تزامن مع موعد الامتحانات، وسط حالة من الرعب بين الجميع.
"الدستور" تواجدت في مكان الحدث أما بوابة توشكي باب كلية الآداب مسرح الجريمة، وداخل مشرحة مستشفي المنصورة الدولي، بالمنصورة وفي ذات الوقت داخل مدينة المحلة بمنطقة مسجد التقوى محل منزل الضحية نيرة أشرف، وفي محل الواقعة مئات من شهود عيان الذين فوجئوا بشاب يتعقب فتاة ويكيل لها الطعنات من سلاح أبيض بحوزته، تمكن وقتها أمن الجامعة من الإمساك بالقاتل حتى تم تسليمه للشرطة، وتم نقل القتيلة للمستشفى.
تشييع الجنازة
وفي المحلة حالة من الصدمة والدهشة بين الجميع، فأهالي القيلة توجهوا إلي المنصورة للتأكد من الواقعة واستلام الجثة حال تأكدهم وتحققهم منها، وأهالي القاتل يرفضون الحديث ويؤكدون ليس لدينا ما نقول ومحمد أبننا اول الدفعة ثلاث سنوات بنفس كلية نيرة وتربطهما علاقة حب.
وخرجت المدينة تودع الضحية في مشهد جنائزي مهيب، كانت “الدستور” إذ تم تشييع الجنازة في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي من مسجد التقوى الواقع بنفس شارع الضحية وتم دفنها بمقبرة الأسرة بمقابر عزبة حمد، وسط حالة من الغضب بين المواطنين وطلاب الجامعة مطالبين بالقصاص من القاتل.
تداول القضية لمدة أقل من عام
بعدها بدأت الإجراءات القانونية واستجواب المتهم وأسرة نيرة، على مدار يومين ليخرج بعدها قرار النيابة العامة بعد يومين بقرار المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة الكلية، بإشراف المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، أمر بإحالة المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف إلى محكمة الجنايات المختصة وتحديد جلسة محاكمته لجلسة 26 يونيو بشكل عاجل بمحكمة جنايات المنصورة.
وقام الطلاب برسم جرافيتي للطالبة نيرة أشرف على السور المقابل لمكان ارتكاب الجريمة، والذي تحول لمزار وضع فيه العشرات من الزهور والصور، كما تتابعت وتنوعت زيارات مقبرة نيرة بمقابر عزبة حمد بالمحلة الكبري، وأصبحت قبلة الكثيرين وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع.
وجاء أمر الإحالة في القضية رقم 1409 لسنة 2022 جنح أول المنصورة كالتالي: (أنه في يوم 20/6/2022 بدائرة قسم أول المنصورة محافظة الدقهلية، قتل المجني عليها نيرة أشرف عبدالقادر، عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها انتقامًا منها لرفضها الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططًا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة موعدًا لارتكاب جريمته ليقينه من تواجدها بها، وعين يومئذ الحافلة التي تستقلها وركبها معها مخفيًا سكينًا بين طيات ملابسه وتتبعها حتى وصلت أمام الجامعة باغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضًا على أثرها فتوالى التعدي عليها بالطعنات ونحر عنقها قاصدًا إزهاق روحها خلال محاولات البعض الذود عنها وتهديده إياهم محدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها).، كما تضمن أمر الإحالة إدانة المتهم بحيازة سلاح أبيض "سكينًا" بدون مسوغ قانوني ليكون ارتكب الجناية، والجنحة.
على الفور وفي الجلسة الثانية فقط لمحاكمة محمد عادل قاتل نيرة أشرف، صدر القرار بإحالة أوراقه لفضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، ترأس الجلسة المستشار بهاء الدين المري رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق.، وسط ارتياح من قبل أهالي الضحية وجيرانها والمتعاطفين معها.
وفي هذا الصدد وجه المستشار بهاء الدين المري رسالة تاريخية وكلمة وعظة قبل النطق بالحكم بإحالة الأوراق، وفي جلسة الأربعاء 6 يوليو من العام نفسه، حكمت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة بإعدام قاتل نيرة أشرف محمد عادل شنقًا بعد ورود رأي فضيلة مفتي الديار المصرية.، ثم قضت محكمة النقض قضت يوم 9 فبراير من العام الجاري، برفض الطعن المقدم من المتهم وكيل محمد عادل في قضية نيرة أشرف، وتأييد حكم الإعدام الصادر بحقه من محكمة الجنايات.، وقبل يومين وفي يوم الإثنين الماضي، حكمت محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، بعدم الاختصاص في نظر دعوى وقف إعدام المتهم المدان محمد عادل، والتي كانت قد تقدم بها المحامي خالد البري عن أسرته.، ليتم تنفيذ الحكم اليوم.
ذوي نيرة وعادل يعقبون
عقب أشرف الغريب، والد نيرة أشرف، المعروفة إعلاميًا بـ"ضحية جامعة المنصورة"، إنه علم بنبأ تنفيذ حكم الإعدام في محمد عادل قاتل ابنته صباح اليوم الأربعاء، بسجن جمصة، معقبًا: "هذا هو شرع الله وحق ابنتي في الدنيا رجع ويبقى حقها أمام الله في الآخرة"، مؤكدًا أن الحادث دمر الأسرة بأكملها مرددًا: "حسبي الله ونعم الوكيل، فبغياب نيرة غابت الفرحة عن بيتنا، وكل من دافع عن محمد عادل أسأل الله أن يذيقه من نفس الكأس".
ووجه والد ضحية جامعة المنصورة رسالة لكل الذين كانوا متعاطفين مع القاتل محمد عادل، قائلًا: "الناس اللي متعاطفة مع القاتل ربنا يجمعكم بيه ويحشركم معاه"، مضيفًا أنه شاهد فيديو قتل ابنته من عدة أيام وشعر أنها تُقتل من جديد، وحكم الإعدام حكم قاضي الأرض وما زال حكم ربنا قاضي القضاة"، مؤكدًا أنه لم يكن يتصور بشاعة ما حدث من محمد عادل مع ابنته نيرة، وأن ما حدث من القاتل مع نيرة افتراء ولا يحدث حتى مع الحيوانات.
فيما قال محمد عمارة خال، محمد عادل، إن الأسرة قامت أمس الثلاثاء بزيارة محمد عادل في سجن جمصة للاطمئنان على حالته الصحية بحضور والدته وشقيقته، وأوضح أن الأسرة كانت طالب بحقها القانوني في إيقاف حكم الإعدام الصادر بضرورة عرضه على مستشفى الأمراض العقلية للتأكد من سلامة قواه الذهنية، لأن كل من عامله وتعامل معه كان يشعر أنه ليس هو وأن هناك خللاً ما حدث له.
وأضاف عمارة: محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، رفضت مذكرة طعن قدمها المحامي خالد البري وكيلًا عن أسرة ابن شقيقته محمد عادل، المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، والمحكوم عليه بالإعدام شنقًا، يطالب بوقف حكم الإعدام، إلا أنه تم رفضها وبالفعل تم إعدام محمد اليوم، وأنا أخاف علي والدته، فكانت لديها أمل أن يتم تخفيف الحكم عقب الكشف على الطبي النفسي علي محمد، ومهما كان مُذنب فهي أمه وكانت لا تتمنى أن يتم إنهاء حياته مهما كان.
وأضاف أن أسرة محمد عادل، لم تكن تعلم موعد إعدامه، وهو ما أدى لتأخير وصولهم إلى مدينة المنصورة لاستلام جثمانه من أمام مشرحة المنصورة الدولى، حيث اتجه لاستلام الجثمان ومن المقرر أن يتم الدفن بمقابر الأسرة اليوم عقب استيفاء كافة الإجراءات المطلوبة وبحضور عدد من أفراد الأسرة والمقربين.