يوم لمصر فى بكين.. ويومان للصين فى الرياض
فعالية مهمة، أو نراها كذلك، عنوانها «يوم مصر»، أقامتها سفارتنا فى الصين، بالشراكة مع «البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية»، بمقر البنك، فى العاصمة الصينية بكين، تضمنت معرضًا للمستنسخات الأثرية المصرية، وعروضًا سياحية واستثمارية، وحلقة نقاشية حول التعاون بين مصر والبنك، لدفع جهود التنمية فى قارة إفريقيا. وبالتزامن، استضافت العاصمة السعودية الرياض أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، التى تستمر يومين، إضافة إلى الندوة الثامنة للاستثمارات العربية الصينية.
مع أعضاء السفارة المصرية فى بكين، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى الصين، شارك فى «يوم مصر» ١٥٠ عضوًا فى «البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية»، يتقدمهم جين ليتشون، رئيس البنك، الذى أكد فى كلمته دور مصر المهم فى هذه المؤسسة، مشيرًا إلى أنها كانت من الدول التى شاركت فى تأسيسها وأسهمت فى بنائها وتطويرها. كما أعرب عن تقديره استضافة مصر الاجتماع السنوى لمحافظى البنك، هذا العام، مؤكدًا اهتمام البنك فى المرحلة الحالية بملف الربط الإقليمى، بين إفريقيا وآسيا والعالم.
التعاون المصرى الصينى يرتكز على تعظيم المصالح المشتركة ومواجهة التحديات التنموية، أما التعاون القائم مع البنك الآسيوى، بشأن تمويل مشروعات مصر التنموية، فأشاد به السفير عاصم حنفى، سفيرنا لدى بكين، وأكد فى كلمته أهمية الشراكة بين الجانبين، واصفًا البنك بأنه يعد مثالًا ناجحًا للمؤسسات الاقتصادية الدولية النزيهة، التى تهدف إلى تمويل مشروعات التنمية والبنية التحتية فى الدول النامية استنادًا إلى دراسات جدوى علمية تراعى الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والأولويات الوطنية. كما أكد حنفى أن ما يواجهه العالم من تحديات أثبت أن تأثيرات الكوارث أو الأوبئة أو النزاعات أو الأزمات الاقتصادية تطال الجميع، ما يحتم على كل الدول توحيد جهودها من أجل خلق حلول مبتكرة للتصدى لتلك التحديات.
توحيدًا للجهود العربية الصينية، وتعزيزًا للتعاون بين الجانبين، جرى إطلاق «منتدى التعاون العربى الصينى»، سنة ٢٠٠٤، بمبادرة من الصين وجامعة الدول العربية. وفى إطار هذا المنتدى، تم إنشاء آلية «مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين»، الذى بدأت أعمال دورته العاشرة، أمس، بالعاصمة السعودية، تحت شعار «التعاون من أجل الرخاء»، بالتعاون مع جامعة الدول العربية و«المجلس الصينى لتعزيز التجارة الدولية»، واتحاد الغرف العربية. وفى افتتاحها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، أن «مبادرة الحزام والطريق» التى أطلقتها الصين سنة ٢٠١٣، تتسق مع أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠، فى ظل وجود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ودور القناة المحورى فى شبكة الطرق البحرية، وكونها أحد أهم الممرات، التى تربط بين القارات وتستحوذ على نسبة كبيرة غير قليلة من حركة التجارة العالمية.
فى السياق نفسه، أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التعاون العربى الصينى يتيح فرصة ثمينة لجذب التكنولوجيا ورءوس الأموال والشركات الصينية للاستثمار فى المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن هذه الدورة من المؤتمر تكتسب أهمية متزايدة، فى ظل ما يشهده الوضع الدولى من أحداث سلبية أدت إلى تباطؤ الاقتصاد العالمى، بسبب الأزمة الأوكرانية، وما نتج عنها من تأثيرات على أسواق التكنولوجيا والمال والطاقة والغذاء. كما أكد أبوالغيط اهتمام الجامعة العربية، منذ عقود طويلة، بملف تحسين مناخ الاستثمار وخلق فضاء اقتصادى عربى موحّد، وبناء شراكات مع التجمعات الإقليمية والدولية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الاجتماع السنوى لمحافظى «البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية»، الذى تستضيفه مصر هذا العام، سيكون أول اجتماع فعلى، أو حضورى، بعد فترة من الانقطاع، تسبب فيها وباء كورونا، ومن المقرر أن يركز هذا الاجتماع على الربط والتكامل الإقليمى والبنية التحتية المستدامة.