"أحب الجميع وأحبوه".. ماذا قال النقاد والروائيون عن رحيل حمدي أبو جليل؟
حالة من الحزن أصابت الوسط الثقافي عقب رحيل الروائي حمدى أبو جليل خلال الساعات القليلة الماضية، وانهالت موجة من المنشورات التي تعبر عن حزنهم الشديد وإصابتهم بصدمة كبيرة منذ انتشار الخبر.
كلمات رثاء قالها النقاد والكتاب والروائيين ومحبى الروائي حمدى أبو جليل، ملأت مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، فبعض الكتاب رصد اللحظات الأخيرة معه، والبعض الآخر سرد تفاصيل آخر مكالمة بينما آخرون نشروا جمل من منشوراته.
"الدستور" يرصد خلال السطور التالية ما قاله النقاد والكتاب والروائيون عن رحيل حمدي أبو جليل.
تفاصيل المكالمة الأخيرة
من جانبه، قال الناقد يسري عبد الله، لم أكن أعلم أنني أودع أخي وصديقي في مكالمتنا الأخيرة بالأمس، وكنا نتهاتف يوميًا، ونلتقي حسب ما يتيسر الوقت لكلينا، لم تنقطع علاقتنا يوما واحدا طيلة عشرين عامًا، وعززتها الحوادث واللقاءات والضحكات النابعة من القلب. والحكمة التي ارتأيتها فيه، فالسخرية العظيمة كانت تخفي تأملا عظيمًا.
وواصل عبد الله: حين هرعت إلى بيته منذ ساعة تقريبًا فور أن رأيت الهاتف، كان الشارع الذي دخلته عشرات المرات كئيبًا وحزينًا، وكنت أرتدي نظارتي الشمسية على غير العادة، كنت اتحسب بكاء مرًا أغالبه، وكنت أمني نفسي بأن الخبر غير صحيح، وحين دخلت العقار وجدت حارسه حزينًا، فتأكدت، ووجدت نفسي أخبره بأن الراحل كان يحبه.
ذكريات لا تنسى
وتابع: في الحقيقة كان حمدى يحب الجميع، ويدعوك إلى محبة الجميع، حتى من اختلف معهم لم يضمر لهم أي ضغينة. كان سمحا ورحبا ، وأحببت فيه ذلك جدا، وكان يقول لي دائمًا "انت خلتني يقظ. ما انا كنت من النائمين"، فنضحك وأنا أزيد "من النائمين التاريخيين يا حمدي". وأنا أريد أن أخبره الآن مثلما أخبرته من قبل أنه من أحب وأجمل من رأيت.
أحد أيقونات السرد المعاصر
وقال عبد الله: ورغم تماسكي في مثل هذه المواقف القاسية على النفس إلا انني لم أتمالك نفسي سوى دقائق قليلة حتى انهمرت في بكاء طويل وأنا أتحدث مع زوجته الفاضلة الأستاذة تهانى عبدالله أبوجليل. فمثل حمدي لا ينسى ولا يغيب. رحم الله الكاتب الروائي الكبير حمدي أبو جليل، أحد أيقونات السرد المعاصر.
كان شهمًا وبسيطًا
بينما قال الكاتب مصطفى عبيد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رغم حدية أفكار أبو جليل واختلافه مع كثير من الكتاب والمثقفين إلا أنه كان رجلًا شهمًا، بسيطًا، مهمومًا بحق بتجربة الإبداع.
وأشار إلى أنه كان ممن يرى أن الرواية ليست منشورًا سياسيًا، وليست لافتة احتجاج، ولا نوبة اعتراف، ولا خطاب موعظة، أو بيان تحريض، إنها محاولة للفهم، للبوح، للحضور، للإمتاع، لأنسنة المعنى.
وواصل: وكان حمدى يقول لي إن نقل تجربة الذات هي موضوع الرواية المُشتهاة لنقل أنها التطابق مع الحقيقة دون انتقاء، السرد دون هدف أو غاية سوى السرد، التعري التام لا بغرض الفضح، وإنما سعياً إلى الحقيقة، وإن فكرته الأساسية هي أن الحقيقة أقوى من الخيال، وأروع، وأخصب، وأكثر سحرا، وأن تجارب الإنسان بكل ما فيها أثرى من خيالات أفضل الروائيين.
التبرع بأرض لبناء بيت ثقافة البادية
بينما قال الكاتب والروائي أحمد قرني: "منذ أيام اتصل بي أبو جليل ليخبرني برغبته في التبرع بجزء من أرضه لبناء بيت ثقافة وسط البادية"، وكنا في تكريمه أخر ليلة في حياته، وتحدثنا عن إبداعه ومساهماته في أدب البادية.
أقدم صديق
قال الكاتب حسان عبد الموجود، أكتب وأنا تحت تأثير صدمة عنيفة.. حمدى أبو جليل صديقى مات، هو أقدم صديق لى فى القاهرة، ربما قبل أن أستقر بها. كان بيننا حكايات كثيرة عظيمة ضاحكة غالباً، فاجأنى بأكثر الأسلحة قسوة، رحل حمدى، صديقى العظيم الصاخب، ولم يمنحنى فرصة كما منحته كثيرا من الفرص نستعيد فيها موقفًا صغيرًا، ثم نضحك كالعادة، ونستكمل صداقتنا.. ألف رحمة ونور يا حمدي يا صديقى الغالى، أنا أسامحك وأتمنى أن تسامحنى حتى نلتقى.