"كانت تغطي وجهها بملاءة غامقة".. كواليس الأيام الأخيرة في حياة ليلى مراد
حياة الفنانين مليئة بالأسرار والحكايات، ومن بين هؤلاء الفنانين، الفنانة الجميلة الراحلة ليلى مراد التي لطالما أمتعتنا بأغانيها التي ما زالت عالقة في الأذهان ويتداولها الناس عبر وسائل التواصل الحديثة.
وصية ليلى مراد الأخيرة
وفي مقال له بعنوان "حكايتان عن ليلى مراد" ليوسف القعيد، نشرا في مجلة "نزوى" عام 1996، كشف فيها عن وصية ليلى مراد الأخيرة، حيث قال: "طلبت ليلى مراد في وصيتها الأخيرة من ابنها أن تشيع جنازتها دون إعلان مسبق، وأن ينشر النعى التقليدي بعد أن تتم عملية الدفن، وأن تكون الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة في القلعة، وألا يحضر أحد من الغرباء تشييع جنازتها إلى مثواها الأخير".
سر الملاءة الغامقة في حياة ليلى مراد
وقال القعيد: عندما مرضت مرضها الأخير ونزلت من بيتها في حى جاردن سيتي بصحبة ابنيها أشرف وجيه أباظة، وزكي فطين، كانت تضع على وجهها ملاءة غامقة تخفى ما تحتها حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليها وهى في هذا الظرف العصيب.
وواصل: وفي المستشفى كانت لا ترفع هذه الملاءة عن وجهها إلا عندما تكون الغرفة خالية تمامًا عن الأغراب، وقد طلبت من أبنائها أن تكون عملية دخولها المستشفى سرًا من الأسرار.
شائعات بعد دفن ليلى مراد في مقابر البساتين
وأوضح القعيد، أن سر عدم إعلان وفاة ليلى مراد إلا بعد دفنها تسبب في نشر إشاعات كثيرة خاصة أنها دفنت في مقابر اليهود في البساتين، ولم يرحمها الناس بعد وفاتها، على الرغم من أنها طلبت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، وكان موقف ليلى في حياتها وحتى اللحظات الأخيرة من عمرها شديد الوضوح وهو أنها أسلمت في النصف الثاني من الأربعينيات عن قناعة واقتناع وأنها مسلمة قولًا وفعلًا.
مشاركة ليلى مراد في المجهود الحربي
وأشار القعيد، إلى أن ليلى قدمت خدمات كثيرة للبلد ولا تستحق نشر الإشاعات التي ترددت بعد رحيلها، فقد شاركت في ثورة يوليو والهجوم على الملك فاروق، وتحدثت عن محمد نجيب ووصفته بأنه "الرجل العظيم" وكان لها دور في المجهود الحربي، ففي مايو عام 1948 تبرعت هى وأنور وجدى بمبلغ مائة جنيها مصريًا وذلك للترفيه عن جنود الدول العربية التي تقاتل في فلسطين، كما غنت مجموعة من الأغاني الوطنية.