مصر.. «الكوميسا».. وزامبيا
توصف دولة زامبيا الشقيقة بأنها «قلب الجنوب الإفريقى»، وتستضيف عاصمتها لوساكا مقر المندوبية الدائمة لـ«السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا»، الكوميسا، التى عُقدت قمتها الثانية والعشرون أمس، الخميس، وجرى خلالها تسليم رئاسة التجمع من مصر إلى زامبيا. ومشكورًا، أعرب الرئيس الزامبى، هاكيندى هيتشيليما، عن خالص تقديره للجهود التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأشاد بـ«قيادته العظيمة التى أسهمت فى تطوّر تجمع الكوميسا وحققت العديد من الإنجازات»، خلال فترة رئاسة مصر التجمع.
يضم تجمع «الكوميسا»، COMESA، 21 دولة إفريقية، يتجاوز تعداد سكانها ٥٥٠ مليون نسمة، ويقترب ناتجها المحلى الإجمالى من التريليون دولار. وكانت مصر قد تسلمت الرئاسة الدورية للتجمع خلال القمة السابقة التى استضافتها العاصمة الإدارية الجديدة، فى ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١، وشهدت إطلاق الرئيس السيسى خطة العمل الاستراتيجية للفترة من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٥، التى استهدفت تعميق الاندماج الاقتصادى والتكامل الإقليمى بين دول التجمع، بالتوافق مع «الاستراتيجية الصناعية للكوميسا ٢٠١٧- ٢٠٢٦»، و«اتفاقية منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية»، إضافة إلى تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف جهود مكافحة الإرهاب، ودعم الأمن والاستقرار فى القارة الإفريقية.
زامبيا هى المحطة الثانية فى الجولة الإفريقية التى بدأها الرئيس السيسى بزيارة أنجولا، وستشمل أيضًا موزمبيق. وفى كلمته أمام قمة تجمع «الكوميسا»، أكد الرئيس، مجددًا، ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادى بين دول التجمع، ودول القارة إجمالًا، وطالب بتدعيم مقدرات السلم والأمن الإفريقى، لافتًا إلى أن مصر وضعت نصب أعينها هذين الهدفين، وأهدافًا أخرى محددة، حين تولت قيادة التجمع خلال العامين الماضيين اللذين شهدا تطورات مهمة على المستويين الإقليمى والدولى. ثم أعرب عن خالص تمنياته لشقيقه الرئيس هيتشيليما بالنجاح فى قيادة دفة التجمع، ومواصلة العمل على دفع أطر التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة.
يقود الرئيس هاكيندى هيتشيليما «الحزب المتحد للتنمية الوطنية» منذ سنة ٢٠٠٦، وبعد أن خاض الانتخابات الرئاسية خمس مرات، فاز فى المرة السادسة، وأدى اليمين الدستورية، رئيسًا للبلاد، فى ٢٤ أغسطس ٢٠٢١، خلفًا للرئيس إدجار شاجوا لونجو، الذى كان قد زار مصر فى نوفمبر ٢٠١٧، ورحب، خلال مباحثاته مع الرئيس السيسى، بتفعيل وتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية، وأشاد بعمل العديد من شركات الكهرباء والاتصالات والإنشاءات المصرية فى زامبيا.
مزيد من التقارب بين البلدين تحقق فى عهد الرئيس هيتشيليما، الذى أكد، فى مناسبات مختلفة، اعتزازه بالعلاقات التاريخية مع مصر، التى يصفها بـ«الدولة الرائدة فى إفريقيا»، وأعرب عن إعجابه الشديد بالإنجازات التنموية التى حققتها خلال السنوات الأخيرة، وقال إن بلاده تضع الاستفادة من التجربة التنموية المصرية على رأس أولوياتها. وخلال لقائه الرئيس السيسى، أمس، أعرب الرئيس الزامبى، مجددًا، عن حرص بلاده على تعزيز وتطوير علاقات التعاون مع شقيقتها مصر، ودفعها نحو آفاق أرحب من العمل المشترك. كما شدّد على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين بشأن القضايا والتحديات التى تواجه القارة الإفريقية، خاصةً فى ظل «دور مصر الرائد تحت قيادة الرئيس السيسى» على الصعيد الإفريقى، وجهودها فى دفع عملية التنمية وصون السلم والأمن بالقارة السمراء.
.. أخيرًا، وكمعظم الدول الإفريقية والعربية، كانت «دولة ٢٣ يوليو» قد ساندت ودعمت زامبيا فى ستينيات القرن الماضى، وفتحت لحركة تحررها الوطنى مكتبًا فى القاهرة، وقامت بتدريب كوادرها فى مختلف المجالات، قبل وبعد استقلالها وتخلصها من الاحتلال البريطانى، فى ٢٤ أكتوبر ١٩٦٤. واستنادًا إلى هذا الإرث، واستكمالًا لدور مصر، وواجبها، حرصت «دولة ٣٠ يونيو» على مد جسور قوية مع الدولة الشقيقة، من خلال جهود صندوق الدعم الفنى للخارجية المصرية، أو عبر «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، إضافة إلى التواجد الكبير للشركات والمؤسسات المصرية فى قطاعات الصحة، الزراعة، الثروة الحيوانية، الاستزراع السمكى، الطاقة، الاتصالات، تطوير البنية التحتية، و... و... وغيرها من المجالات.