الضرائب.. ومواجهة الغلاء
في إحدى زياراتي لمدينة زيوريخ بسويسرا المكونة من ٧ مقاطعات (كانتونز) تتناوب فيها كل مقاطعة الحكم لفترة معينة.. أدهشني أن الحكومة هناك تنشر ملصقات على محطات الأتوبيس والقطارات (البانهوف) تعرض فيها عقد استفتاء علي زيادة الضرائب على المواطنين .. وتنشر بالتفصيل ماذا ستفعل الحكومة بهذه الزيادة للمواطن (تحسين خدمة النقل- زيادة الإضاءة في بعض الطرق- زيادة عدد المدارس والمستشفيات ..إلخ) وتعمدت أن أتابع نتيجة الاستفتاء وعلمت أن الشعب وافق علي زيادة الضرائب.
تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ موافقة مجلس النواب عندنا على فرض المزيد من الضرائب بالأمس وتساءلت هل تمت الموافقة بعد عرض خطة الحكومة واقتناع السادة النواب بها أم لا؟ وهل التوقيت مناسب لتطبيق ضرائب جديدة؟.
اتصل بي أحد الأصدقاء الأعزاء يشكو لي غلاء الأسعار مع قرب حلول عيد الأضحي المبارك .. وكان قد اعتاد سنويا علي شراء أضحية للفقراء (عجل) لكنه هذا العام وجد أن الأسعار أكبر من إمكاناته، حيث قارب سعر الأضحية علي ثمانين ألف جنيه بالتمام والكمال!!
صارحني بأنه سيضطر لشراء عدد من الصكوك التي يصدرها بعض الهيئات علي قدر إمكاناته وسعته، لكنه حزين من داخله وغير قادر على مواجهة كم الفقراء الذين ينتظرون بفارغ الصبر حلول العيد ليتذوقوا وأسرهم قطعا من اللحم يجود بها صديقي عليهم كل عام .
الغلاء مصيبة تقهر الأغنياء والفقراء دون تفرقة، وجشع بعض التجار جريمة في حق كل مواطن ويجب علي الدولة معاقبة مرتكبيها .. ويجب أن تكون في أولويات الحوار الوطني .. فرفع العبء المادي عن كاهل المواطن هو الهدف الأول وربما الأوحد لأى حكومة تهتم بتقدم ونماء الوطن.
أتمنى من الحكومة أن تفاجئنا مرة بخبر سعيد يعيننا على تحمل باقي الأخبار غير السارة .. يمكنها إعفاء المواطن من الضريبة العقارية على مسكنه مثلًا.. أو إلغاء الضريبة المضافة .. أو إعفاء سلعة أساسية من الجمارك .. أي خبر يسعد المواطن.
أعاننا الله على مواجهة ابتلاء الغلاء وقدرنا على جبر خواطر إخواننا المحتاجين.