رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إبتسامة بوذا" للكاتب شريف صالح.. عن قدرة الإنسان على إدراك الواقع

ابتسامة بوذا
ابتسامة بوذا

رواية "ابتسامة بوذا" للكاتب شريف صالح عن قدرة الإنسان على إدراك الواقع. ففي روايته الأحدث والصادرة عن دار "خطوط وظلال" في الأردن، والتي تقع في 24 فصلًا تميزت جميعها بازدواجية العناوين ومنها: الحجز، تذكرة سفر، ختم المغادرة، جهاز كشف الأمتعة، الرحلة 666، ختم الوصول، ليموزين الغزال الأبيض، الريسبشن، واللوبي.

 

تتناول رواية “ابتسامة بوذا”، للكاتب شريف صالح، قصة روائي يحمل اسمًا وهميًا هو "مار"، يسافر إلى أبوظبي ويقضي أيامًا في أحد الفنادق هناك، وهو يخطط لكتابة رواية عن الفنانة الراحلة سعاد حسني.

 

لكنه يفاجأ بأن الفندق أصبح مهجورًا فجأة، ولا يوجد به أحد سواه، وتنقطع صلاته بالعالم المحيط والمعزول بين الصحراء والماء.

 

من اللحظة الأولى في  رواية “ابتسامة بوذا”، للكاتب شريف صالح،  يبدو "مار" مشوش الذهن ويرى التفاصيل والواقع من حوله بقدر من الغرائبية. ففي عمله الأصلي في شركة استصلاح الأراضي يجبره مديره على تربية الضفادع، وعندما يذهب إلى المطار يُسرق "التاب" منه ويلتقي شرطيًا غريب الأطوار يناقشه عن الشعر والنساء.

 

كذلك حين تقلع به الطائرة يُفاجأ أنها مليئة برجال الدين وقد صعدوا إليها في مهمة غامضة لاصطياد الشيطان.

 

أجواء من الغرائبية والفانتازيا والرمزية تحيط برحلة البطل منذ استعداده لمغادرة القاهرة، وتدفعه لأن يطرح على نفسه أسئلة شتى حول الموت والحياة والدين والحب والمصير، ومدى قدرة الإنسان على إدراك الواقع.

 

في رحلته الغريبة يلتقي "مار" بشخصيات مهمة لتاريخه الشخصي منها شويكار ومادونا وسعاد حسني التي تتنكر لحياتها كفنانة وتُصر أنها ليست أكثر من عاملة في مطعم الفندق، ولا تبدو متحمسة لمشروع الكاتب في إصدار رواية عنها.

 

لكن الشخصية المحورية التي يلتقيها البطل هي "بوذا" وهو عامل باكستاني ضخم الجثة، ينجح في الهيمنة على البطل داخل الفندق، ويبدو كأنه يعرف عنه كل شيء، ويصر أن يعرف نفسه له بأنه بوذا.

 

يحاول "مار" الخلاص من قبضة "بوذا الباكستاني" والهروب من الفندق المهجور بأي طريقة، واستعادة وعيه الطبيعي بالأشياء.. ويواصل التفكير في حياته العادية السابقة التي بات عاجزًا عن استعادتها ومنها علاقته بأمه الراحلة.

 

كأن سؤال الرواية ليس عن غرابة الفندق، بل عن غرابة الحياة نفسها، ومرورنا العابر والفاتن فيها، دون أن نفهم ـ ربما ـ الحكمة من وجودنا.

 

ومما جاء في رواية “ابتسامة بوذا”، للكاتب شريف صالح نقرأ: "عندما غادرتُ الشركة، وجدت حمامة قد تركت برازها الأخضر على زجاج سيارتي الأمامي. اعتبرته فأل خير وتركته للشمس تجففه.

 

سيارتي فيات 128 لونها زيتوني، ورثتها عن أمي التي كانت موجهة في التربية والتعليم. في الشغل كنت أحكي لهم عنها باعتبارها مازلت حية وتعيش معي. أنا وأمي أكلنا في هايبر أمس. أنا وأمي زرنا السيدة زينب وصلينا الجمعة هناك.

 

أمي ماتتْ بطريقة مضحكة. فجأة انكفأت على المقود فانحرفت سيارتها وارتطمت بالرصيف. تجمع الناس وسرق أحدهم موبايلها بغطائه الوردي وتطريزة لفظ الجلالة (لم أرغب في الاحتفاظ بأي شيء يخصها). توقعتُ أن أبكي عليها، لكن هذا لم يحدث".

الكاتب شريف صالح
الكاتب شريف صالح