مسار مدمر.. كيف أثرت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على الاقتصاد العالمى؟

سلطت صحيفة آسيا تايمز، الضوء على الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، باعتبارها دماراً مضموناً للطرفين، في الوقت الذي تتأرجح فيه الولايات المتحدة تجاه التخلف عن السداد ويعيق تعافي الصين، لافتة إلى أنه من الصعب عدم إلقاء اللوم على الحرب التجارية.  

وذكرت الصحيفة، أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين انتقلت من الاقتران إلى الانفصال، ولا يبحث المحللون في وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية عن الصين؛ لأنهم يتقدمون بخفض تصنيف واشنطن الائتماني AAA.

وأضافت: لكن مكتوبًا بين السطور بالخط العريض هو كيف أن التخلف عن السداد في الولايات المتحدة، من شأنه أن يمنح بكين انتصار الحرب التجارية الكبرى الذي كان شي جين بينج يسعى إليه.

كما أنه من المؤكد أن الصين لن تحب الخسائر الورقية على مخزونها البالغ 870 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، كما لن يرحب الزعيم الصيني شي أو رئيس الوزراء لي تشيانج بالطرق التي تجعل عوائد الديون الأمريكية المرتفعة من تحقيق هدف النمو الصيني بنسبة 5٪ أقل قابلية للتحقيق.

وتابع: لكن الضربة المدمرة الفورية لقيادة الولايات المتحدة ومصداقيتها من التخلف عن السداد ستلعب مباشرة في هدف شي المتمثل في زيادة دور اليوان في التمويل والتجارة- وبالتالي إعطاء الصين دورًا أكبر في الشئون الاقتصادية العالمية، ومع ذلك، فالأمر ليس بهذه البساطة.

وأضافت: مثلما يلعب أعضاء الكونجرس الأمريكي مع سقف الديون ويتأرجح نحو التخلف عن السداد، فإن الأسهم الصينية تنهار، وقضى مؤشر CSI على جميع مكاسبه لهذا العام حتى الآن، حيث إن انتعاش الصين بعد كوفيد مخيب للآمال. من الصعب عدم التساؤل عما إذا كان الرابط المشترك هنا ليس الحرب التجارية التي لا يبدو أن أيًا من الطرفين مستعد لإنهائها.

وأكدت الصحيفة أن ذلك يعد بالدمار الاقتصادي المؤكد المتبادل، في 855 يومًا من رئاسة جو بايدن، حيث واصل البيت الأبيض فرض التعريفات العقابية التي فرضها سلفه دونالد ترامب على الصين.

ومن نواح كثيرة، سعى بايدن وراء الصين بحماس أكبر، وبايدن لا يفعل ذلك من خلال الضرائب الصارمة والتغريدات الغاضبة ، ولكن الجهود الجراحية والثابتة لحرمان الصين من الوصول إلى التكنولوجيا الحيوية.

كما ردت الصين الطبع بالمثل، ولكن نظرًا لأن أكبر اقتصادين يواجهان رياحًا معاكسة شديدة، فقد حان الوقت للمسئولين الأمريكيين والصينيين لخفض درجة الحرارة وإيجاد طريقة لوقف الجنون، كما يعتقد العديد من المحللي

وولَّد اجتماع عُقد في فيينا، في وقت سابق من هذا الشهر، والذي تمت مراقبته على نطاق واسع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، بعض التفاؤل الخافت، ووصف كلا الجانبين المناقشات بأنها "صريحة وموضوعية وبناءة".