أبناؤنا فى الخارج
وصلتني هذه الرسالة من أحد الأصدقاء وطلب مني نشرها.. ورأيت أن أنشرها بحروفها دون أي تدخل مني:
معالي السيد الدكتور/ وزير التعليم العالي.. فيض من الإجلال والاحترام.. مقدمه لسيادتكم/ ولي أمر إحدى الطالبات بإحدى جامعات دولة الأردن الشقيقة.
أتحدث لسيادتكم بلسان حال جميع أولياء أمور الطلبة والطالبات بجامعات الأردن.
لن أطيل في الأمر على سيادتكم والتحدث عما مر به أبناؤنا دفعة الثانوية العامة، العام الماضي، فهذا أمر يعلمه الجميع ولا ينكره أحد.
وما كان أمامنا إلا قبول الأمر والرضي بما قدره الله، ولكن وجدنا أبناءنا ينهارون أمامنا لضياع حلمهم في الالتحاق بالكلية التي سعوا وسهروا الليالي وحرموا أنفسهم من الكثير من أجل ذلك.
وجدنا ما قمنا باستثماره في أولادنا يكاد يضيع، فهل كان علينا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام تبخر وضياع ما حلمنا وحلموا به؟
قام أولياء الأمور بعمل أقصي ما يمكن عمله من أجل تحقيق حلم أبنائهم، ويعلم الله كيف تم هذا، وبكل أسف كان ذلك خارج دولتنا بعدما أغلقت كل الأبواب أمامهم فتوجهوا لدولة الأردن لإلحاقهم هناك بالكليات التي يرغبون الدراسة فيها، وقد تحملوا الرسوم والمصروفات المبالغ فيها، ويعلم الله كيف دبروا تلك المبالغ، فمنهم من قام ببيع ما يملك أو استدان ما لا يملك.
سيدي الوزير.. بعد إلحاق الطلاب في غضون شهر أكتوبر العام الماضي بدأت التغييرات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر وما تبعها من تعويم للجنيه المصري، مما أدى إلى الارتفاع المفاجئ وغير المسبوق للدولار وبصعوبهة شديدة قام أولياء الأمور بتدبير مصاريف الدراسة للعام الحالي، الذي قارب على الانتهاء، لكنهم أصبحوا مكتوفي الأيدي أمام القادم، فما زالت أمامهم عدة سنوات طويلة في ظل هذه الأزمة الطاحنة، التي قد تستمر وتبقى آثارها لعدة سنوات، وعليه تحول الأمر من الصعوبة إلى المستحيل.
سيدي الوزير لم يسبق لنا التحدث في هذا الأمر، وبالفعل عزم الكثير منا على عدم استكمال المسيرة التعليمية لأبنائه في دولة الأردن.
ولكننا وجدنا الدولة مشكورة تتدخل لحل أزمة أولادنا الطلاب في السودان وروسيا وقبولهم بالجامعات المصرية، فكان هذا شعاع الأمل الذي أضاء في وجوهنا بعدما أطفأت الأزمة الاقتصادية كل شيء.
سيدي الوزير لا أحد ينكر الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي قد تكون أشد قسوة من الحروب.
نحن أبناء هذا الوطن لم يسبق لنا الاعتراض عندما ظلم أبناؤنا في الثانوية العامة لم نعترض عندما لم نجد أي استثناءات في قبولهم بالجامعات المصرية ولم نعترض عندما قبلنا تغرب أبنائنا، ولكن نطالب بالمساواة بين الطلاب المصريين الدارسين بالأردن وأمثالهم من الطلاب المصريين الدارسين بالسودان وروسيا.
الدوله تراعي في التنسيق تقليل الاغتراب بين محافظة وأخرى، فما بال سيادتكم بأبناء ما زالوا في مقتبل العمر أجبروا على الاغتراب في دولة أخرى أليسوا هم أولى بذلك للم الشمل؟
سيدي الفاضل معالي الوزير
تحدثت لسيادتكم بلسان حال كل أب يقف مكتوف الأيدي أمام متطلبات تعليم أولاده تحدثت بحال قلب كل أم يتمزق ألما من غربة أبنائها.
أخيرًا نناشد سيادتكم كوالد، قبل كون سيادتكم وزيرًا، بالتدخل في هذا الأمر والسماح لأبنائنا الدارسين بالجامعات الأردنية بإلحاقهم بالكليات المناظرة داخل الجامعات المصرية.
معالي الوزير ليس في وسعنا من شيء، ولكن تركنا الأمر لله ثم سيادتكم.
وإذ نحن على يقين بألا تتركونا نواجه مصيرًا فرض علينا ولا نستطيع تحمله
فأغيثونا والله المغيث.
انتهت الرسالة أو الاستغاثة وأتمني من السيد الوزير سرعة رد الفعل لرفع المعاناة عن قطاع من أبناء الوطن اضطروا للاستغاثة بعدما ضاقت بهم كل السبل.