بيتر جران: معظم الكتب الأمريكية والإنجليزية تغفل أهمية الإسلام المعاصر

ناقش المؤرخ الأمريكي، بيتر جران، بعض أفكار المتضاربة، للورد كرومر، الذي شغل منصب القنصل البريطاني العام في مصر، قائلًا إنه كان يتحدث كثيرًا عن تحسين وضع المرأة، وحقوق المرأة، إلا أنه فيما بعد ترأس جمعية تمنع النساء من الإدلاء بأصواتهن في الكثير من القضايا.

وأضاف بيتر جران، خلال ندوته ببيت السناري، بحي السيدة زينب بالقاهرة، أن اللورد كرومر، كان يظن أن مصر عبارة عن جماعات من الناس وليست دولة، وهذا غير صحيح.

ماذا عن نظرة الغرب لمصر؟

ومن خلال تجربته الشخصية، يقول بيتر جران: على مدار حياتي، قابلت الكثير من الأمريكيين والبريطانيين، الذين يريدون المساهمة في التنمية بمصر.

كما أشار جران، إلى أن معظم الكتب الأمريكية والإنجليزية اليوم، تغفل أهمية الإسلام المعاصر في مصر.

فيما تحدث، دكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية وأستاذ علم الاجتماع، خلال كلمته في الندوة، عن القضية الأساسية التي تشغل فكر بيتر جران، وهي العلاقة بين المجتمع المصري والغرب.

وأشار إلى النظرة التي رسمها الاستعمار لدى الغرب عن مصر، والتي يتم تداوله وتعميمها ما بين للأجيال الجديدة، وحتى من يرغبون في التنمية  بمصر ينغمسون في نفس النظرة، وهذا موجود بكثرة في التراث الغربي والدراسات الغربية.

كما أعلن المؤرخ الأمريكي بيتر جران، عن إطلاق كتابه الجديد، "الاستشراق هيمنة مستمرة: المؤرخون الأنجلو - أمريكيون ومصر الحديثة"، من مترجمة سحر توفيق، قائلًا إنه بمثابة خطوة جديدة له في الاستشراق.

ويرصد  في كتابه الجديد، مراحل التطور في مصر، وكيف تغيرت العديد من الشخصيات الهامة في أجيال مختلفة، مشيرًا إلى أن بحثه يتناول الحياة في مصر منذ أيام اللورد كرومر حتى اليوم، مضيفًا: كتابي يمر بثلاثة مراحل من الكولونيالية، ثم الحرب الباردة، وما بعد الكولونيالية.

وشارك في هذه الندوة نخبة من المؤرخين والكتاب، أبرزهم الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور والمؤرخ محمد عفيفي، والكاتب الدكتور محمد أبو الغار، وغيرهم من الكتاب والمفكرين.

المؤرخ بيتر جران

هو أستاذ التاريخ المصري الحديث، بجامعة تمبل الأمريكية، الذي ارتبطت الكثير من مؤلفاته بتاريخ الثقافة العربية والإسلامية، ومن أبرز أعماله "الجذور الإسلامية للرأسمالية: مصر1760-1840" من ترجمة المؤرخ الدكتور رءوف عباس حامد، وكتابه "صعود أهل النفوذ"، وينتقد جران، في كتابة التاريخ، نظرة الغرب في الكتابة عن مصر، كأنها جماعات من البشر، وليست دولة، وهو ما يسعى لتغيير تلك النظرة في أعماله.