سياسيون فلسطينيون: القاهرة بذلت جهدًا كبيرًا للتوصل لاتفاق تهدئة لحقن دماء شعبنا
نجحت مصر فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقب ساعات طويلة من المباحثات بذلت فيها القاهرة مجهودًا كبيرًا بين الجانبين.
ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي الساعة العاشرة من مساء اليوم، وفق ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن القاهرة بذلت جهدًا كبيرًا من أجل الوصول لاتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لحقن دماء شعبنا الفلسطيني.
وأشار "الرقب" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن التهدئة ستدخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء اليوم السبت، مؤكدًا أن الجانب المصري لعب دورًا كبيرًا في التوصل لهذا الاتفاق بعد أن تم تقديم عدة أوراق للطرفين، موضحًا أن المقاومة وافقت على الورقة المصرية الأخيرة والتي رفضها الاحتلال، ولكن القاهرة أعربت عن غضبها للموقف الإسرائيلي ومارست ضغطًا دوليًا للضغط على الاحتلال للموافقة على الورقة المصرية الأخيرة.
وأوضح "الرقب" أن الأزمة الداخلية بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأجهزته الأمنية لعبت دورًا في الضغط على الجانب الإسرائيلي للموافقة على هذه الورقة.
ولفت إلى أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن تفاصيل ورقة التهدئة، متوقعًا أن تشمل وقف سياسة الاغتيالات من قِبل جيش الاحتلال وتسليم جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان وبعض الترتيبات الأمنية والإنسانية الأخرى.
وأكد "الرقب" أن هذه جولة من ضمن جولات الصراع مع الاحتلال، ونتمنى أن تحافظ المقاومة على أمنها حتى لو أعلن الاتفاق، لأن الاحتلال غدرها عام 2022 عندما اغتال الشهيد خالد منصور بعد الإعلان عن التهدئة حينها وقبل دخولها حيز التنفيذ.
"صافي": القاهرة حاولت منذ الأيام الأولى حقن دماء الفلسطينيين
من جانبه، قال الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، إن موافقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على وقف إطلاق النار بوساطة القاهرة والتي حاولت منذ الأيام الأولى حقن الدماء والذي وصل عدد من استشهدوا إلى 33 شهيدًا ما بين أطفال ونساء ورجال وأكثر من 170 مصابًا.
وأشار "صافي" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن جيش الاحتلال يصر على تنفيذ مخطط نتنياهو لتشتيت وتخفيف ضغط المجتمع الإسرائيلي عليه وهناك اختلاف بين المستويين الأمني والسياسي الإسرائيلي على الالتزام والموافقة على شروط الهدنة الذي سينفذ اعتبارًا من العاشرة مساء اليوم، لأن كليهما لا يريد هدنة مشروطة من قبل الجهاد الإسلامي.
وأوضح أن حركة الجهاد تصرّ على التزام إسرائيل بإنهاء سياسة الاغتيالات وأن يكون وقف إطلاق النار متبادلًا ومتزامنًا.
وتابع: "لكن تعلمون جيدًا أن إسرائيل لا تعترف بالاتفاقيات الموقعة ولا تلتزم بالهدنة. فهي تستخدم أسلوب الغدر والاغتيال تجاه رجال المقاومة، ولنا في ذلك مثال عدوان 2014 و2020 و2021، وغيرها من سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل وفشلت كافة اتفاقيات الهدنة التي أبرمت معها".
واختتم "صافي" تصريحاته قائلًا: "ستستمر إسرائيل في سياسة الاغتيالات ضد رجال المقاومة الفلسطينية في غزة، ولكنها في نفس الوقت ستعلن عن أنها ستلتزم بالهدنة وهذا كلام عارٍ عن الصحة، لأن إسرائيل لم ولن تلتزم بأي اتفاقيات مبرمة. فهي تريد أن تنفذ مخططها في القضاء على رجال المقاومة حتى تثبت للمجتمع الإسرائيلي أنها تعمل من أجل سلامة السكان والمستوطنين الذي يقطنون في القرى والمدن التي احتلتها عام ١٩٦٧. فالمقاومة والشعب الفلسطيني أمام جيش لا يعترف إلا بسياسة القتل الممنهج".