"4 كلمات تُكتب على قبرى".. كواليس وصية الكاتب السورى الراحل حيدر حيدر
أوصى الكاتب السوري حيدر حيدر، الذي رحل عن عالمنا الساعات الماضية، أسرته منذ فترة ليست بعيدة بكتابة أربع كلمات على قبره عند رحيله، وهى "حيدر حيدر متواضع كالرمل.. صاخب كالبحر.. عالٍ كالسماء.. حر كالريح".
وكشف المؤرخ البحريني فؤاد شهاب، أستاذ التاريخ بالجامعة الأهلية، والنائب الثاني لرئيس مجلس الشورى سابقًا، لـ"الدستور"، عن هذه الوصية، حيث كانت تربطه صلة وطيدة بأسرته.
حيدر حيدر عندما رحل عن عالمنا انهالت التعزيات من جميع الكتاب والنقاد والأدباء من مختلف دول العالم العربي، وعلى الرغم من شهرته إلا أنه كان شخصية محل اختلاف في الوسط الثقافي، رأه البعض بأنه شخصية تنويرية، وبينما الآخرون يرونه بأنه قسم الوسط الثقافي إلى قسمين.
ويرجع ذلك الاختلاف إلى رواية "وليمة لأعشاب البحر" التي أثارت الجدل عقب صدورها، مما جعل الأزهر يتدخل في الأمر وأصدر بيانًا بشأنها آنذاك، تم على إثره حظرها في أكثر من بلد عربي.
هذه الرواية دار الجدل حولها لمدة تزيد عن الـ15 عامًا باعتبارها مسيئة للإسلام على حد قول الأزهر في بيانه، ثم تم بعد ذلك تأليف كتاب يوضح العبارات المسيئة للإسلام ويرد عليها ويصحح الخطأ حولها لعامة الناس.
في الحقيقة ليست هذه هى الرواية التي قام بتأليفها حيدر ولكنها الرواية الأكثر شهرة، فقد قام بتأليف العديد من الروايات على مدار رحلته في عالم الكتابة، منها: «الزمن المتوحش» وكانت أولى تجاربه في رحلته الأدبية، والمجموعة القصصية «الفيضان»، ثم المجموعة القصصية «التموجات».
يشار إلى أن حيدر حيدر كاتب سوري من مواليد عام 1936 في قرية حصين البحر طرطوس، وفي قريته تلقى دراسته الابتدائية، وبعد إتمام دراسته الإعدادية في مدينة طرطوس1951 انتسب إلى معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب، حيث واصل دراسته وتخرج 1954.
ويعد مدرس اللغة العربية الذي تعلم على يده حيدر هو من شجعه على سلك طريق الأدب، وطاف عددا من الدول ودون تفاصيلها في مؤلفاته.