البابا يستقبل المشاركين في المؤتمّر السّادس "دائرة الحوار بين الأديان"
استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المؤتمّر السّادس بين دائرة الحوار بين الأديان والمعهد الملكي للدّراسات الدّينيّة تحت عنوان "المشتركات الخلّاقة بين المسيحيّة والإسلام".
ووجه البابا فرنسيس كلمة رحّب بها بضيوفه، قائلا: نيافة الكاردينال، صاحب السّمو الملكي، الأمير الحسن بن طلال، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء! يشكّل لقائي بكم بمناسبة مؤتمّركم مصدر فرح لِي.
وتابع: “إنَّ لقاؤكم معًا للمرّة السّادسة يدلّ على المُثابرة في مسيرة الحوار بين الأديان والثّقافات، وهو أيضًا دليل على الصّداقة الأمينة التي تستمرّ على الرّغم من تبدُّل الأشخاص والمسؤوليّات. في الواقع، كلّ واحدٍ منّا يشبه حلقة في سلسلة طويلة: كثيرون سبقونا على درب اللقاء والصّداقة الجميل والمُتطلِّب، وسيتبعنا آخرون كما نرجو ونصلّي، تأكيدًا على شعور الأخوّة الذي هو أساس العلاقات بين الشّعوب”.
تابع البابا فرنسيس: “أرغب في أن أُعرب عن تقديري وامتناني لجلالة الملك عبدالله الثّاني، ملك الأردن، على اهتمامه بالجماعات المسيحيّة ليس في بلده فقط، وإنما في الشّرق الأوسط أيضًا، لا سيّما في الأوقات التي طُبِعَت بالصِّراع والعنف. إنَّ جلالة الملك لا يتعب مِن أن يكرّر أنّ مسيحيّيّ تلك الأراضي المباركة هُم سُكَّانٌ أصليّون، لذلك فهم يعيشون حيث عاش أجدادهم من قرون طويلة”.
وأوضح من بين الأهداف الأساسيّة للمعهد الملكيّ للدّراسات الدّينيّة، تحت الرّعاية المستنيرة لسمو الأمير الحسن بن طلال، الحفاظ على التّراث العربي المسيحيّ وتقديره لذلك، لا يسعني إلّا أن أعبّر عن المزيد من الامتنان، لأنّ هذا الأمر، بالإضافة إلى أنّه يعود بالفائدة على المواطنين المسيحيّين في الأمس واليوم، يحمي ويعزّز هذا التّراث في جميع أنحاء الشّرق الأوسط، المتنوّع والغنيّ بالجماعات العرقيّة والأديان والثّقافات واللغات والتّقاليد وبالتالي يتعلّق الأمر في الواقع بالحفاظ بغيرة على كلّ قطعةٍ من هذه الفسيفساء الجميلة ومن المحبَّذ أيضًا، حيثما أمكن، التّعاون الوثيق مع المؤسّسات المسيحيّة التي تعمل للهدف النبيل نفسه.
مضيفًا: "إنَّ الحوار الذي تمارسونه وتعزّزونه، لكي يكون مثمرًا، يتطلّب أسلوبًا من الصدق والاحترام المتبادل، مدركين الأمور المتقاربة والأمور المختلفة. علينا أن نركّز أوّلًا على التّقارب، أيْ على ما يوحّدنا، على المستوى الدّيني والرّوحي وعلى المستوى السّلوكي والأخلاقي، بهذا المعنى، تقترحون أن تبيّنوا القِيَم المشتركة الكثيرة، مثل عبادة الله الواحد، والصّلاة، والصّوم، والحجّ، والرّحمة، والمشاركة، والعناية بالفقراء والمتألّمين: اليتيم، والأرملة، والمريض، والمُسن، والمهاجر، واللاجئ. نؤمن أيضًا أنّ كلّ شيء لا ينتهي مع الموت، بل هناك حياة أخرى، وأبديّة، حيث سنقدّم حسابًا لله عن أعمالنا وسنحصل على المكافأة أو العقاب، لذلك فإنّ التزامنا المشترك هو من أجل حياة صالحة، تُمجِّد الله وتُعطي الفرح للذين نلتقي بهم في حجّنا الأرضي.