حرية الصحافة: حق أصيل ومنفعة عامة للمجتمعات
تحل اليوم (3 مايو) اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾن لليوم العالمي لحرية الصحافة بعد إعلانه في 1993 في وقت يواجه العالم موجات من العنف والحروب الأهلية والحروب بين الدول، وهو ما يشكل خطورة على أمن وسلامة الصحفيين، خصوصًا في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة.
وﺗﺣﺗل ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣرﻛز اﻟﺻدارة، بحسب الأمم المتحدة، فاﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾه ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19 ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن، ھو ﺷرط أﺳﺎﺳﻲ وﻣﺣرك ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺧرى.
وقال مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن، الكاتب الصحفي نضال منصور، إن حرية التعبير والإعلام، طريق أساس للمضي نحو تحقيق التنمية المستدامة. وإن الحريات العامة، وحقوق الإنسان تتعرض للتضييق، والنقاش في الفضاء العام تُفرض عليه قيود متزايدة، وهذه البيئات والمناخات لا تخدم الدول في تحقيق الإصلاحات السياسية، والاقتصادية المنشودة.
وأضاف منصور لـ"الدستور"، أن التشريعات ما زالت غير ضامنة للحريات الإعلامية، وتُستخدم كأداة للتقييد، ويسمح بعضها بفرض عقوبة التوقيف المسبق، والحبس في قضايا متعلقة بحرية التعبير، عدا عن العقوبات المالية الباهظة، داعيًا الدول للوفاء بالتزاماتها الدولية وتوفيق قوانينها مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها.
أشار إلى أن منصات التواصل وسّعت هوامش الحريات، وأعطت للناس فرصة التعبير عن آرائهم بحرية أوسع، وساهمت في قدرتهم على النقاش في القضايا التي تمس مجتمعاتهم.
وشدد على ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد خطاب الكراهية، والحض على العنف، ومخاطر الأخبار الزائفة والمضللة، مع ضرورة أن لا تستخدم هذه الدعوة لمحاربة الكراهية إلى تقييد حرية التعبير والإعلام.
ودعا منصور إلى حملة تضامن دولية لدعم حرية التعبير، والعمل بجدية لمنع من ينتهكون حريتها من الإفلات من العقاب، مؤكدا أن الاختبار الحقيقي للحكومات ليس إطلاق الوعود والشعارات، إنما ممارسات تحمي الحريات والحقوق على أرض الواقع.
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة في ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية.
بعد مرور 30 عامًَا على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حرية التقصي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى، تحظى بذات القدر من الأهمية، وذلك بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.