كيف تدعم نتائج اجتماع الأردن عودة سوريا للجامعة العربية؟
تسعي الدول العربية خلال الفترة الأخيرة لإنهاء وحل الأزمة في سوريا، فى محاولة لعودتها للحضن العربي والجامعة العربية، وفي هذا الإطار استضافت عمان الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الأردن ومصر والعراق والسعودية وسوريا، استكمالًا للاجتماع التشاوري بجدة وأيضا قبيل انطلاق القمة العربية في 19 مايو الجاري، لبحث الأزمة السورية وعودتها مرة أخري لجامعة الدول العربية.
وفى السياق، قال النائب السوري حسين راغب، إن اجتماع الأردن التشاوري يأتي في سياق أن الساحة العربية تشهد انفراجات في العلاقات الثنائية المتعددة وتقاربا مع سوريا تسارع بعد عودة العلاقات بين الرياض وطهران.
وأضاف راغب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اجتماع الأردن جاء تجسيداً لنتائج اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق المنعقد بجدة يوم ١٤إبريل الماضي، وهو تأكيد على وجود إرادة سياسية لدى معظم الدول العربية وادراك أن أمن واستقرار سوريا من أمن واستقرار المنطقة العربية، وأن الواجب يملي دعم هذا البلد الشقيق من أجل الاضطلاع بدوره في المنطقة العربية في ظرف بالغ الدقة .
وأشار إلى أن اجتماع الأردن هو بالنتيجة شكل من أشكال المحادثات الإقليمية العربية مع سوريا، وهي بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح لإنهاء العزلة السياسية غير المشروعة لبلد واجه حرباً إرهابية ظالمة، وتصويب هذا الأمر يكون من خلال دعوة سوريا إلى حضور اجتماع القمة العربية القادمة في السعودية، لتعود سوريا للمشاركة البناءة والإيجابية في العمل الرسمي العربي المشترك.
وأكد النائب بالبرلمان السوري أن اجتماع الأردن يدل دلالة واضحة بأن التوجه العربي لإنهاء قرار تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية قد وصل إلى مرحلة اللاعودة .
وتابع راغب "نثمن عالياً الجهد المصري وجهود العديد من الدول العربية والتي بدت واضحة في بيان اجتماع عمان التشاوري الذي أكد على ضرورة إيجاد صيغة حل للأزمة السورية ومعالجة جميع تداعياتها وما سببته من معاناة الشعب السوري ومن انعكاسات سلبية إقليميا ودوليا، وبما يلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب الميداني والإقتصادي ويتيح ظروف العودة الطوعية الآمنة للاجئين إيماناً بأن التفاهم يجب أن يكون في إطار عربي موحد، وأن الخلاف على جزئيات معينة لا يعني ايقاف التعامل مع بعضنا البعض".
طارق فهمي: مشاركة مصر فى اجتماع عمان مهم
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، أن مشاركة مصر فى اجتماع عمان مهم لجملة من الاعتبارات وهو أن القاهرة لها موقف مباشر فى عودة سوريا للجامعة العربية وتحركات مصر والاتصالات التى تمت على مستوى الأجهزة الأمنية، بخلاف اتصال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس السوري بشار الأسد، وجملة التحركات المصرية فى الجامعة العربية او خارجها، بالإضافة الى دعم مصر للحركة العربية سواء بالنسبة الاردن او الامارات والتفاصيل الاخيرة بالسعودية، وبالتالى فى جزء مما يجري مرتبط بحضور مصر فى المشهد السوري فى هذا التوقيت وحرص مصر عى التواصل والتفاعل من أجل عودة سوريا للجامعة مصر مؤيدة لهذا الاسبوع، اجتماع للقمة العربية الأسبوع المقبل فى منتصف مايو وبالتالى فى تحرك فى هذا الاطار وخاصة أن السعودية ابدت تجاوب كبير وهذا امر مهم جدا .
وأضاف فهمى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حضور مصر تخدم النطاقات العربية التى تطالب بعودة سوريا للجامعة العربية، والاهم هو الحضور المصري الكبير فى الملف السوري ليس فى الاعمار فقط ولكن فى اليه التواصل وخاصة أن القاهرة تطرح مقاربة للحل السياسي بصورة او بأخرى، مؤكدا أن مصر أكبر داعم لسوريا بالإضافة الى الامارات وعمان لعودة سوريا لمؤسسات العمل المشترك ومشاركتها فى الجامعة العربية.