ترفيع العلاقات مع اليابان
العلاقات المصرية اليابانية، كما أشرنا أمس وأمس الأول، شهدت طفرات متلاحقة، منذ يونيو ٢٠١٤، وتتويجًا لمسيرة العلاقات التاريخية، الممتدة والمتجددة، اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسى وفوميو كيشيدا، رئيس الوزراء اليابانى، خلال لقائهما، أمس الأول الأحد، على ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، ما سيؤدى، قطعًا، إلى تعظيم المصالح المشتركة، وتعزيز الدعم المتبادل، للتغلّب على المشكلات والصعوبات الناتجة عن مختلف الأزمات والتحديات المتلاحقة، التى يواجهها العالم حاليًا ومستقبلًا.
بعد القمة المصرية اليابانية، ولقاء رئيسى وزراء البلدين، ومع ما شهدته زيارة كيشيدا للقاهرة، إجمالًا، بات واضحًا أن مصر واليابان تتطلعان إلى تحقيق انطلاقة جديدة فى مختلف المجالات، خاصة على مستوى العلاقات الاقتصادية. كما ثبت مجددًا أن هدفهما الأساسى هو «التعاون من أجل طفرة ومرحلة جديدة فى العلاقات الثنائية»، كما سبق أن قال عنوان البيان المشترك، الذى صدر خلال زيارة الرئيس السيسى الأولى لليابان، أواخر فبراير ٢٠١٦، التى كانت أول زيارة يقوم بها رئيس مصرى للدولة الصديقة منذ سنة ١٩٩٩.
ما يؤكد ذلك، مثلًا، هو أن رئيس الوزراء اليابانى، أشار فى كلمته، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، إلى أنه أطلع الرئيس السيسى على خطة بلاده الجديدة بشأن منطقة المحيطين الهندى والهادى، وأنه اتفق معه على التنسيق بشأن النسخة الثالثة من «الحوار السياسى العربى اليابانى» المقرر عقده فى سبتمبر المقبل، وكذا تأكيده تصميم بلاده على الاستمرار فى دعم جهود التنمية المصرية وتقديم المساعدات طويلة الأمد، وتفسيره لرفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية بأن اليابان ومصر ليستا شريكتين على المستوى الثنائى فقط، بل على المستويين الإقليمى والدولى، وصولًا إلى تأكيده فى ختام كلمته أنه سيعمل مع الرئيس السيسى على معالجة العديد من القضايا، من أجل المساهمة فى سلام واستقرار وازدهار المجتمع الدولى.
وصل رئيس الوزراء اليابانى إلى القاهرة مساء السبت، وخلال زيارته، التى استمرت ثلاثة أيام، زار المتحف المصرى الكبير، الذى عدّه رمزًا للصداقة والتعاون بين البلدين، واستقبله أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، كما ترأس مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، منتدى رجال الأعمال المصرى اليابانى، بحضور عدد من وزراء ومسئولى ورجال أعمال البلدين.
خلال اجتماعه مع الدكتور مدبولى، على هامش المنتدى، أشاد كيشيدا بنتائج مباحثاته المثمرة مع الرئيس السيسى، معربًا عن اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون مع مصر، وتطلعها إلى المساهمة بشكل أكبر فى جهود التنمية المصرية، خاصة فى مجالات الاقتصاد الأخضر. كما أكد أن مصر لديها بنية تحتية هائلة، ومناطق اقتصادية واعدة، وصارت أكثر جذبًا للاستثمارات اليابانية. وفى كلمته أمام المنتدى، أكد دعم حكومته مشروعات الشركات اليابانية فى مصر، وعملها على توسيع نطاقها على مستوى القارة الإفريقية والشرق الأوسط، ودعا الشركات المصرية إلى التعاون مع نظيرتها اليابانية لبناء علاقات «رابح.. رابح»، ثم جدد تأكيده على استمرار التعاون والتنسيق المصرى اليابانى، وقال إن «اليابان ستظل مع مصر دائمًا».
تصادف أن يكون رئيس وزرائنا قد زار، السبت، مصانع شركة «سوميتومو إلكتريك ويرنج سيستمز» اليابانية، التى حصلت على الرخصة الذهبية لإنشاء أكبر مصنع لضفائر السيارات فى العالم. وإلى جانب هذه الشركة، التى تتوسع فى استثماراتها وصادراتها فى الآونة الأخيرة، أشار الدكتور مدبولى، خلال اجتماعه مع نظيره اليابانى، الأحد، إلى أن حكومته قامت، أيضًا، بمنح الرخصة الذهبية لشركة «يازاكى»، وتتطلع إلى منحها لمزيد من الشركات اليابانية. وفى كلمته أمام المنتدى، تناول ما قامت به الدولة المصرية من إصلاحات هيكلية لتحسين بيئة الأعمال، وتبسيط الإجراءات، والحد من البيروقراطية، ومكافحة الفساد، وضمان المنافسة العادلة، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المشروعات الضخمة لتطوير البنية التحتية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الزعيمين المصرى واليابانى شهدا، فى ختام لقائهما، مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات بين البلدين فى قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والشئون القانونية والقضائية، و.. و.. وشراكة بين وزارة التعاون الدولى والبنك اليابانى للتعاون الدولى.