في عيد العمال.. أصحاب المهن الشاقة يكافحون التغيرات المناخية
تحتفل دول العالم كل عام فى الأول من شهر مايو بعيد العمال وفي العام الحالي.
يرصد "الدستور" أوضاع العاملين في المهن الشاقة مع أزمة التغيرات المناخية، ومكافحتهم المستمرة لتأثيراتها الضارة على أعمالهم اليومية، في ظل تأثر معظم القطاعات الهامة بالأزمات البيئية الطارئة، وأبرزهم قطاع الزراعة.
كثير من العمال أكثر عرضة للتأثيرات الصحية لتغير المناخ من عامة السكان، كونهم يعملون في الهواء الطلق، في مجالات مثل الزراعة أو البناء أو النقل وذلك يجعلهم أكثر تعرضًا لقسوة درجات الحرارة والطقس، ونوعية الهواء الرديئة، والآفات الحاملة للأمراض.
مهمة صعبة
من جانبه، يقول يحيى عبد الجليل، خبير التغيرات المناخية إن أصحاب المهن الشاقة يعملون في بيئات داخلية حارة تفتقر إلى تكييف الهواء المناسب، مثل المصانع والمستودعات والمرافق الأخرى، وأيضًا، يشمل الأمر عمال الاستجابة للطوارئ، مثل المسعفين ورجال الإطفاء وضباط الشرطة.
يوضح عبد الجليل، لـ"الدستور"، أن هؤلاء العمال يتعرضون للمخاطر المتعلقة بالمناخ، ومن الآثار الصحية المحتملة لهذه المخاطر (أمراض الحرارة - أمراض الجهاز التنفسي - آثار الصحة البدنية والعقلية - الأمراض المرتبطة بالحشرات والقراد - التأثيرات المرتبطة بالمبيدات - أمراض الحرارة)".
يضيف:"يمكن أن تحدث أمراض الحرارة عندما يتعرض الشخص لدرجات حرارة عالية ولا يمكن لجسمه أن يبرد، ويتعرض الملايين من العمال بانتظام للحرارة في أماكن عملهم، ولكن مع تغير المناخ، تزداد درجات الحرارة المتوسطة والقصوى، الأمر الذي يعرضهم لضربات الشمس والإرهاق، خاصة في الوظائف التي تتطلب مجهودًا بدنيًا".
ويشرح الخبير البيئي:"مع تغير المناخ، يمكن لرجال الإطفاء المعرضين للدخان ومنتجات احتراق الحرائق الأخرى أن يتعرضوا لالتهاب في الرئة ويقلل من وظائف الرئة، كما تؤدي تغيرات هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة وتركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة طول وشدة موسم حبوب اللقاح".
زراعة شاقة
في السياق، يقول الخبير الزراعي أشرف مختار إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم المواد المسببة للحساسية وبعض الملوثات الخارجية، فضلًا عن الرطوبة التي تؤدي إلى زيادة العفن والبكتيريا والآفات، مما يتسبب في تفاقم الربو والآثار التنفسية الأخرى للعمال الداخليين في البيئات الرطبة.
ويوضح:"هذه التغييرات تعني أن العمال في الهواء الطلق، مثل المزارعين ومربي الماشية وغيرهم من العمال الزراعيين، قد يواجهون مزيدًا من التعرض لحبوب اللقاح ومسببات الحساسية الأخرى التي تسبب حمى القش أو الربو".
ويستكمل مختار مع "الدستور"، أنه من المتوقع أن تؤدي التغييرات في أعداد الآفات وتوزيعها إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات في الزراعة، كما تشير الدراسات إلى أن تغير المناخ قد ساهم بالفعل في توسيع نطاق القراد، ويمكن أن تزيد هذه التغييرات من تعرض عمال الزراعة لمبيدات الآفات، وتعرض الأسر المصرية للخطر إذا جلب العمال بقايا مبيدات الآفات إلى منازلهم، مثل الجلد والأدوات والملابس.
يختتم:"من الضروي مواجهة أزمة التغيرات المناخية في مصر، وتعيين لجان معنية بمراقبة أوضاع المزارعين في ظل تفاقم الأزمة، وتوفير الحلول الآمنة لهم من أجل الحماية الشخصية خلال العمل، بسبب عدم تواجد أي خبرات لدى المزارعين في كيفية التعامل مع الأزمات البيئية الحديثة التي تواجههم".