"ميدان الأوبرا".. استراحة السودانيين في وسط البلد بالقاهرة (صور)
كانت وستظل مصر دائما الملجأ الآمن لأي شعب تمر دولته بظروف استثنائية، تقف حائلا أمام استمرار حياته بها، فعلتها جاليات كثيرة من قارات مختلفة، على مر العصور، وما يحدث في السودان الشقيقة هذه الأيام لم تكن مصر بعيدة عنه، بل كانت أول ملاذ للأشقاء كي يعيشون في أمن وأمان، ويمارسون أيضا تجارتهم لكسب قوت يومهم، الذي يساعدهم على عبور هذه الظروف الصعبة.
ومن بين الأماكن التي يمكث بها الأخوة السودانيين بكثرة، لرواج بضاعتهم التي تتنوع بين ملابس وأعشاب وعطارة وبعض الأجهزة الإلكترونية، منطقة العتبة التجارية بوسط القاهرة، وتحديدا بالقرب من ميدان الأوبرا الذين يتخذونه استراحة مؤقتة لهم، يفترشون حديقته بحثا عن غفلة نوم، تنسيهم متاعب اليوم وويلات ما عاشوه قبل القدوم إلى مصر، قمنا بالحديث مع بعضهم للتعرف على سجل أحداثهم اليومية، وما يعيشونه من كرم ضيافة من قبل أشقائهم المصريين، وكانت البداية مارشال يدعى زين، قال "أنا عايش في مصر منذ فترة طويلة، قبل الأحداث الأخيرة، وما شاهدته من أخواتنا المصريين على مدار 6 سنوات عيشتهم هنا، هي مشاعر نبيلة بين أخوة، تربطهم علاقات تاريخية، وأتمنى في الفترة القادمة تنتهي أي خلافات في بلدي السودان حتى يعود الاستقرار والهدوء لها، وعن شغلي في مصر، فأقوم ببيع بعض حافظات النقود، وبعض المصنوعات الجلدية، الأحزمة والأحذية، والحمد لله هناك حالة رضا ورواج من الزبائن على البضائع السودانية، وأصبحت هناك ثقة متبادلة، ويأتي إلى مكان مشروعي في ميدان العتبة، عشرات الزبائن يومياً، ولم أر منهم سوى كل خير، وحابب أشكر مصر العظيمة علي حفاوة المعاملة والاستضافة".
حارث رجل خمسيني يبيع بعض العطور والأعشاب الطبية، وجدناه مستلقى بجسده على أرضية الحديقة، ويعتليه تمثال إبراهيم باشا، يقول: "جئت إلى مصر مع بداية الأزمة الأخيرة، والحقيقة لم أجد من شعبها إلا كل خير، وأقوم ببيع بعض المشتقات السودانية الطبيعية، وهي تلقى رواج كبير بين المصريون، خاصة وأنها أحد أهم الصناعات التي تشتهر بها السودان، بجانب بعض الصناعات الأخرى مثل اللحوم والمواد الغذائية، وأتمنى من كل قلبي نهاية الأحداث في السودان بكل خير، وتقوم بمتابعة الأخبار يوميا على أحد المقاهي القريبة من هنا، بالنسبة لميدان الأوبرا فهو الاستراحة الخاصة بنا، بعد يوم شاق نقضيه في بيع منتجاتنا، ونتناول بعض الأطعمة والمشروبات داخل حديقته، والحمد لله على كل شيء، وشكرا لمصر ومسئوليها على هذه الاستضافة الجميلة".