بايدن قد يستمر!
فى مقطع فيديو مدته ١٨٤ ثانية، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أمس الأول الثلاثاء، عن ترشحه لولاية رئاسية ثانية، وناشد الأمريكيين السماح له بإنهاء المهمة، التى بدأها منذ حملته الانتخابية السابقة فى ٢٠٢٠: مهمة «النضال من أجل روح الأمة وتوحيد البلاد ودعم الطبقة المتوسطة». فى حين أكد استطلاع للرأى أن أعضاء حزبه، الحزب الديمقراطى، يفضلون مرشحًا أصغر سنًا، وأكثر قدرة على هزيمة دونالد ترامب أو أى مرشح جمهورى آخر.
جاء إعلان الرئيس الأمريكى الحالى، وربما المقبل، فى اليوم نفسه الذى أعلن فيه منذ ٤ سنوات عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وبدأ مقطع الفيديو بلقطات من حادث الهجوم على مبنى الكابيتول، ولقطات من لقاءاته مع الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية والعمال والطلبة والمعلمين وصور لمارتن لوثر كينج، وصور له فى المكتب البيضاوى ومع نائبته كامالا هاريس، و.. و.. ومع لقطات سريعة لترامب، ودى سانتوس، حاكم ولاية فلوريدا، والنائبة الجمهورية ماجورى جرين تايلور، قال بايدن إن «المتطرفين فى جميع أنحاء البلاد يصطفون لتقليص الحريات الأساسية، وقطع الضمان الاجتماعى، ومصادرة الكتب.
فورًا، بدأ الرئيس السابق دونالد ترامب هجومه المضاد، مؤكدًا أن أسوأ خمسة رؤساء فى التاريخ الأمريكى، مجتمعين، لم يتسببوا فى أضرار كتلك التى أحدثها بايدن خلال سنوات قليلة، ثم هاجم طريقة تعامله مع الأزمة الاقتصادية والهجرة غير الشرعية والانسحاب الكارثى من أفغانستان، وأرجع معدلات التضخم المرتفعة إلى سياسات بايدن التى وصفها بالكارثية، قبل أن يصفه بأنه «أكثر الرؤساء فسادًا فى التاريخ الأمريكى»، ويتهمه بإهانة الولايات المتحدة على المسرح العالمى، مشيرًا إلى أن الغزو الروسى لأوكرانيا لم يكن ليحدث لو كان لا يزال فى منصبه، وقال إن تعامل بايدن مع هذه الأزمة قاد البلاد، والعالم، إلى حافة حرب عالمية ثالثة.
اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى، أيضًا، قالت إن «بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعد أن تسبّب فى العديد من الأزمات، يرى نفسه جديرًا بأربع سنوات إضافية»، وحذرت من أنه حال فوزه «سيواصل التضخم ارتفاعه الصاروخى، وسترتفع معدلات الجريمة، وسيعبر المزيد من مخدر الفنتانيل الحدود المفتوحة و.. و.. وستكون العائلات الأمريكية أسوأ حالًا». وفى حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعى، ركز الجمهوريون على أن بايدن رجل عجوز يفتقد إلى الحيوية والشعبية، وسلطوا الضوء على أخطائه اللفظية وعثراته الجسدية، وأشاروا إلى فشله فى توحيد البلاد بعد أن وعد بذلك فى حملته الانتخابية السابقة.
إعلان بايدن الترشح لولاية ثانية قد يقطع الطريق على ماريان ويليامسون، مؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا عن الروحانيات، وروبرت كينيدى جونيور، ابن شقيق جون كينيدى، الرئيس الـ٣٥ للولايات المتحدة. والاثنان كانا قد أعلنا فى أول مارس الماضى و١٩ أبريل الجارى، على الترتيب، عن اعتزامهما الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، ومن المحتمل أو المرجّح، خلال الانتخابات التمهيدية، أن يهاجما سياسات الحزب، تحت رئاسة بايدن، فى قضايا الديون والهجرة والإنفاق الحكومى وحوادث إطلاق النار وجرائم الكراهية، و.. و.. وطبعًا، سيركزان على التحقيقات الجنائية الجارية فى قضايا فساد ابنه هانتر وتعاملاته المالية، والتحقيق مع بايدن نفسه بشأن الوثائق السرية التى تم العثور عليها فى مكتبه السابق وجراج منزله.
.. وتبقى الإشارة إلى أن بايدن، الذى احتفل فى ٢٠ نوفمبر الماضى بعيد ميلاده الثمانين، سيتجاوز السادسة والثمانين بشهرين، لو طال عمره وأكمل ولايته الثانية. وبالتالى، سيحقق رقمًا قياسيًا جديدًا، بعد أن كان قد تصدر قائمة أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًا، منذ ثلاث سنوات، متقدمًا على الرئيس الأسبق رونالد ريجان، الذى ترك منصبه وهو فى السابعة والسبعين. وعليه، أعرب غالبية الناخبين عن شكوكهم فى قدراته الجسدية والذهنية، أو العقلية، على القيام بمهامه الرئاسية، لأربع سنوات مقبلة، بحسب معظم استطلاعات الرأى، التى أظهرت، أيضًا، أن تقدم بايدن فى السن يمثل مصدر قلق، ويسلط الضوء بشكل أكبر على كامالا هاريس، نائبة الرئيس، التى ستخوض معه السباق للمرة الثانية، والتى ستكمل فترة ولايته لو لم يمهله القدر!