متابعة لحظية من الرئيس السيسى.. كل شىء عن إخلاء القوات المصرية من السودان
أعلن العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ غريب، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، عن إخلاء القوات المصرية الموجودة في السودان عبر ثلاث رحلات إلى القاهرة، فيما نُقِلت آخر مجموعة إلى سفارتنا في الخرطوم تمهيدًا لإخلائها فور استقرار الأوضاع وتوافر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم إلى أرض الوطن.
وصرّح المتحدث العسكري عبر صفحته على فيسبوك، الخميس، باتخاذ كل إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط 3 طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية، في أحد المطارات بالأراضي السودانية، أمس الأربعاء؛ لتنفيذ مهمة إخلاء القوات المصرية في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضي السودانية عبر 3 رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية في القاهرة.
وصباح الخميس، جرى التنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان لتأمين وصول بقية عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر السفارة المصرية في الخرطوم، تمهيدًا لإجراءات إخلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفَّر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن.
وأكدت القوات المسلحة صحة وسلامة جميع العناصر المصرية التي وصلت إلى أرض الوطن، وكذا الموجودة في السفارة المصرية بالخرطوم.
وجاءت هذه التطورات بمتابعة حثيثة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لكل ما يتعلّق بإخلاء القوات المصرية من السودان وضمان سلامتهم ووصولهم جميعًا إلى أرض الوطن.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية عن نجاح جهود التنسيق والتعاون مع دولة الإمارات لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى السفارة المصرية في الخرطوم.
وأعرب البلدان الشقيقان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين.
وتأتي هذه الخطوة في إطار موقف مصر والإمارات الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي، حسب البيان.
وأكدت وزارتا الخارجية في البلدين التزام مصر والإمارات بمواصلة الجهود الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وضرورة تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدمًا في المرحلة الانتقالية وصولًا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
ونجحت جهود إخلاء القوات المصرية بمتابعة مباشرة من القيادة السياسية وتنسيق متكامل بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على «مطار مروي» فور اندلاع الاشتباكات مع الجيش السوداني في 15 أبريل الجاري، وهو المطار الذي تتمركز فيه القوات المصرية في مهمة تدريبية وفق بروتوكول بين البلدين.
وتمكّن العدد الأكبر من القوات المصرية من التعامل مع الموقف والإفلات من الاحتجاز، فيما احتُجِزت مجموعة أخرى.
وفور ورود هذه الأنباء، وفيما كانت القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة لمنع تصعيد الموقف في السودان، كانت الأجهزة المصرية تسابق الزمن لاستعادة الجنود المصريين وضمان سلامتهم.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد ترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يوم الإثنين الماضي، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.
واستعرض الاجتماع الأحداث الجارية داخل السودان جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة من نتائج وتداعيات تؤثر على آمن وسلامة المنطقة.
وقال الرئيس السيسي إن ما يحدث في السودان شأن داخلي سوداني ولا ينبغي أن يتم التدخل فيه حتى لا يحدث تأجيج وتطور الصراع بشكل غير مناسب للسودان أو المنطقة كلها.
وأكد أن من ثوابت السياسة المصرية عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وكل دولة لها خصوصيتها في إدارة سياستها وأوضاعها الداخلية.
وأشار إلى أن القوات المصرية في السودان "قوات رمزية" للتدريب مع الأشقاء في السودان وليس لها هدف آخر.
في السياق، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 198 وفاة و1207 مصابين.
وقالت اللجنة إن 24 من القتلى المدنيين سقطوا، يوم الأربعاء، في حين أُصيب 166 بينهم عدة حالات غير مستقرة.
وأشار بيان اللجنة إلى وجود عدد من القتلى والجرحى غير مشمولين في هذا الحصر بسبب صعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات في ظل الوضع الأمني بالبلاد.