"رمضان ومحبة الأوطان" على مائدة ملتقى الهناجر الثقافي
أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الشهري، تحت عنوان "رمضان ومحبة الأوطان"، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
وأدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن شهر رمضان يبعث البهجة والفرحة في النفوس ويجدد الإيمان في القلوب، وهو شهر الفتوحات والملاحم والانتصارات، بداية من غزوة بدر وحتى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر لعام ٧٣، وهناك الكثير من الأعياد والمناسبات الدينية التي تجمع كل شعب مصر من مسلمين ومسيحيين، وهذه ليست مجرد مناسبات سعيدة أو أعياد دينية فقط بل أنها هوية وطن، واليوم يلقى المحور الرئيسي في الملتقى، الضوء على الإيمان وحب الأوطان، وانتصارات وفتوحات هذا الشهر الفضيل في التاريخ الإسلامي والتاريخ المصري الحديث، ومحاور أخرى يناقشها الملتقى.
وعن حب الوطن، تحدثت الواعظة الدكتورة وفاء عبد السلام، وقالت إن رسول اللهﷺ، علمنا الإنتماء للوطن وكيف يكون حب الوطن، فحين وقف ﷺ على أطراف مكة وهو مهاجر، وبعد ما تعرض له من اضطهاد فيها لمدة ١٣ سنة، قال { والله إنك لأحب أرض الله إلى اللَّه، وأحبُّ أرضِ الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت}، وحين وصل ﷺ إلى المدينة المنورة أقام الرسول ﷺ أول جمعة فى الإسلام، تحدث فيها عن الجنة والمستقبل وتقوى الله، ولم يذكر مكة وماحدث من أهلها وكأنه يحذرنا ويعلمنا حسن الحديث عن الوطن خاصة ونحن خارجه .
من جهته، أشاد فضيلة الشيخ الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، فى بداية حديثه، بدور وجهود الواعظات بوزارة الأوقاف، وثمن وجود مثل هذه النماذج المشرفة بالوزارة، وأشار إلى أن بكاء الرسول وهو يغادر مكة، لهو خير دليل على حب الوطن ومكانته، وأن الإنسان الطبيعى هو الذى يتعلق قلبه بوطنه، وقد صرح الإسلام للإنسان بالتضحية بالنفس فداء لوطنه، وهو مايدل على قيمة ومكانة الوطن والإخلاص له، مشيرًا إلى أهمية استقرار أمن وسلامة الوطن، مؤكدا أنه لولا استقرار الوطن ما أقيم الدين.
وتحدث الدكتور خالد حسين رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وربط بين غزوة بدر ونصر العاشر من رمضان، وقال إن ماحدث فى انتصار العاشر من رمضان، هو اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وما اتخذه من منهج وأسلوب فى غزوة بدر، فمن أخذ بأسباب النصر ينتصر مهما كانت عقيدته أو ديانته، وأوضح القواسم المشتركة بين نصر بدر ونصر العاشر من رمضان، مثل أن النصرين فى شهر رمضان، وبدر اسم خطة نصر أكتوبر، والأسباب هى الأسباب وهى تطهير الأرض من العدوان ورد الحقوق لمن إخرجوا من ديارهم، فالنصر له جناحين الأول التوكل على الله والثانى الأخذ بالأسباب.
الدكتورة جيهان رجب مستشار نائب رئيس جامعة عين شمس، تحدثت عن سمات ومظاهر شهر رمضان فى مصر، وقالت إنه شهر الكرم والعفو والغفران والتسامح والقرب من الله، ففى مصر تكثر اعمال الخير ، وفرحة الأطفال بفوانيس رمضان، وصلاة التراويح، وتجمع الأسرة والأصدقاء على الإفطار، وتلاوة القرآن والتواشيح الدينية تملأ المساجد ووسائل الإعلام، مضيفة أن فى الجامعة يقام ما يعرف ب"خان الزعفران" نجد فيه كل سمات رمضان حتى يشعر ضيوف الخان بالطقوس والعادات الرمضانية المصرية .
وعن مكانة مصر، قال الفنان طارق الدسوقي، إن مصر دون عن كل بلاد الدنيا ذكرت فى القرآن الكريم ٥ مرات بشكل صريح و٣٤ مرة تلميحًا وتصريحًا، وأيضًا دون عن كل بلاد الدنيا ذكرت كلمة مصر والمصرى والمصريين فى التوراة والإنجيل و٦٩٨ مرة فى أسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد وسفر التكوين والأناجيل الأربعة وسفر الرؤيا، وأن المرة الأولى والأخيرة التي تجلى فيها رب العزة على بشر ويكلمه وهو سيدنا موسى على وادى طوى بجبل الطور فى سيناء بمصر، وأن الله شاء أن تكون رحلة العائلة المقدسة تطىء أقدامهم الشريفة أرض مصر، وذكر العديد من المنح الربانية التى كرم الله بها مصر.
وتخلل برنامج الملتقى مجموعة من الفقرات الفنية، قدمتها فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التوني، حيث تغنى التونى بباقة من الأغانى الدينية والإنشاد الدينى منها " يا نفسى عن الحب لا تتوقفى، يا مليحا قد تجلى، لامونى، عشقك وطن"، إلى جانب مشاركة متميزة من الفنان طارق الدسوقي، الذى ألقى عدد من الأشعار فى حب الله ورسوله.