"من حرب إلى أخرى".. كتاب جديد للفيلسوف الفرنسي إدغار موران
صدر حديثًا كتاب جديد لعالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران بعنوان "من حرب إلى أخرى: من حرب 1940 إلى حرب أوكرانيا"، عن دار "صفحة 7"، بترجمة علي يوسف أسعد.
يطرح موران في الكتاب لأوروبا في الوقت الراهن، على خلفية الكثير من الحروب التي افتعلتها محاججًا بتجذر الوحشية في التاريخ الأوروبي، وهو ما يجعلها عاجزة عن القيام بدور المنقذ للإنسانية.
يستعرض موران عددا من المواقف التي يرى أنها قادرة على إنهاء بعض من الصراعات الإنسانية. وفي حديثه عن الحرب الروسية الأوكرانية يبحث في جذورها ليبين كيف يقود الغرب هذه الحرب بينما يملك الحلول لإيقافها.
يكشف موران في كتابه السمات المشتركة في كل الحروب مثل حروب الجزائر ويوغوسلافيا والعراق والحرب العالمية الثانية، وإن كان كتابه قد جاء كرد فعل على الحرب الأوكرانية الروسية.
يقول موران: "اليوم نحن في أتون أزمة الإنسانية، وقد عجزنا عن الوصول إلى الإنسانيّة"، في إشارة إلى أن الحرب الحالية ستكرر جرائم الحروب السابقة وتضيف عليها جرائم وأخطاء جديدة أكثر تعقيدًا.
إدغار موران أحد أبرز المفكرين في العصر الراهن، ولد في فرنسا عام 1921، من جذور يهودية وأصول يونانية، وقد درس التاريخ والجغرافيا والقانون، ونال 14 دكتوراة فخرية من جامعات عالمية.
عمل موران في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، ورأس الوكالة الأوروبية للثقافة باليونسكو، وقد أصدر الكثير من المؤلفات البارزة التي تناولت موضوعات مهمة ومنها "الثقافة والبربرية الأوروبية"، و"أين يسير العالم"، و"هل نسير إلى الهاوية"، و"تحديات القرن الحادي والعشرين"، و"الفكر والمستقبل"، و"نحو سياسة حضارية".
المجلة الفلسفية
يقول موران في حوار له مع "المجلة الفلسفية" الفرنسية في عدد شهر أغسطس من العام 2021، والذي ترجمه حسونة المصباحي: “نحن نسبح في عصرٍ غامض، ومُشتبه به بحيث لن يكون بإمكاننا أن نتوقّع ما سيحدث. علينا أن نفكّر انطلاقاً من هذا الغموض عوض أن نحاول تجاوزه. وها أنّنا نعيش التجربة مع الكوفيد19، ومع أزمة كشفت أنّه من المستحيل أن نقضي على فيروسات مُحيطنا وجراثيمه لأنّها تمتلك قدرة خارقة على التجدُّد والتحوُّل".
وتابع: مثلما كان حالنا مع النووي، نحن ليس باستطاعتنا أن نجنِّب أنفسنا أحداثاً أليمة وفواجع قاتلة، إذ كلّما تطوَّر العالَم على المستوى التكنولوجي، ارتفعت درجة توقُّع ما هو أسوأ. وأمام هذا الغموض الأساسي، علينا أن نجمع في أذهاننا سيناريوهات مُتناقضة. والأفضل من كلّ هذا، يتوجّب علينا أن نتوقّع أنّ التطورات العلميّة، والتكنولوجيّة، والاقتصاديّة، خلقت احتمالات ظلّت مجهولة إلى حدّ الآن مثل الاحتمال القاتل لدمار العالَم كما حدث في هيروشيما، أو احتمال تدهور المُحيط الحيوي للأرض، وانهيار حضاراتنا، وفي الوقت نفسه علينا أن نفكّر أيضاً في احتمالٍ تقني وفيزيقي لانفجارٍ سكّاني، وليس روحيّاً أو أخلاقيا. هذا السيناريو المُضاعَف هو في طور النشوء، لكنّنا نواجهه بعماء ومن دون وعي. ويُمكن القول إنّنا نعيش مغامرة مجهولة كالسائرين نياماً.