رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمية عسلة: النظام الإيرانى يوظف البرنامج النووى كأداة ضغط على الولايات المتحدة

سمية عسلة
سمية عسلة

أكدت الباحثة في الشأن الإيراني، سمية عسلة، أن  النظام الإيراني بقيادة علي خامنئي يوظف البرنامج النووي كأداة ضغط استراتيجي على الولايات المتحدة، وإسرائيل، والدول الأوروبية.

 وأضافت "عسلة" أن هذا النهج تصاعد بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وتطبيق إدارة ترامب عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، في ظل استمرار الأخيرة في تخصيب اليورانيوم بمعدلات تفوق الحدود المسموح بها، وفقًا للقوانين الدولية.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن النظام الإيراني يستغل الأزمات العالمية، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، كغطاء لتكثيف أنشطته النووية.

 وأشارت إلى أن إيران لجأت إلى استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآت سرية، مثل "فوردو" و"نطنز"، مما يثير مخاوف دولية حيال أهداف طهران النووية، لا سيما بعد تقارير وكالة الطاقة الذرية التي أكدت العثور على يورانيوم مخصب بنسبة قريبة من 90%.

دلالات التصعيد النووي 

وتطرقت الباحثة إلى دلالات التصعيد الإيراني، مشيرة إلى أن إعلان طهران ضخ مزيد من أجهزة الطرد المركزي يحمل في طياته رسالتين؛ الأولى للولايات المتحدة، حيث تسعى إيران لتعزيز موقفها التفاوضي قبل عودة ترامب إلى السلطة، والثانية كخطوة مضادة للتهديدات الأوروبية المتزايدة لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه برنامجها النووي.

كما أشارت "عسلة" إلى ضعف الموقف الدولي تجاه الخروقات الإيرانية، في ظل تجاوز بعض الدول، كالصين، العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بشراء النفط بأسعار مخفضة، فضلًا عن الدعم الروسي لطهران على المستويات الاقتصادية والعسكرية، كما أن هذا الدعم المتعدد الأوجه منح إيران قدرة على الالتفاف حول العقوبات الدولية والمضي قدمًا في تطوير برنامجها النووي.

وأضافت "عسلة" أن النظام الإيراني يسعى منذ سنوات إلى تعزيز موقعه كقوة إقليمية ودولية، مشيرة إلى أن الحصول على سلاح نووي يمثل "الجائزة الكبرى" التي يطمح إليها خامنئي، على الرغم من العقوبات التي أضرت بالشعب الإيراني وأضعفت شعبية النظام داخليًا وخارجيًا.

وحذرت الباحثة من أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيغير موازين القوى في المنطقة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، والولايات المتحدة، والكتلة الأوروبية، إضافة إلى تأثيره على استقرار المنطقة عبر دعم الميليشيات التي ترعاها طهران وتجنيد خلايا نائمة داخل الدول الغربية.

واختتمت "عسلة" تصريحها بتأكيد أن المجتمع الدولي يواجه تحديًا وجوديًا في التعامل مع التصعيد الإيراني، مشددة على أهمية اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الانتهاكات النووية لطهران وحماية أمن المنطقة والعالم.