حكايات ورثة "سوق الكانتو" بالإسكندرية.. عُمر طويل داخل طيات الساكسونيا ومستقبل لا يورث
جيل تلو الآخر بمهنة توارثها أحفاد الجيل الرابع لا يورثونها لأبناءهم، بمبدأ أن الأبناء لن يعيشوا بداخل جلباب الأجداد.
ومن شاشة الدراما التي تعايشنا معها داخل أجواء مسلسل “سوق الكانتو” الذي يقدمه الفنان أمير كرارة في السباق الرمضاني، إلى الإسكندرية بمنطقة العطارين.
ليطلق عليه وارثي مهنة الكانتو قديمًا "سوق الذهب" لكثرة حركة البيع والشراء قديمًا، قبل أن يدب الركود بداخل محاله التي أغلقت بعضها، والبعض الآخر مازال يحافظ على النفس الأخير.
أحمد سعد: الساكسونيا ورثي من والدي
يجلس على كرسي خشبي أمام واجهة محل مساحته متر واحد فقط ويبلغ طوله عدة أمتار، وسط معلقات حديدية علقت عليها ملابس تجمعت من سبل متفرقة، لتستقر بداخل محله وينتظر من يشتريها ليحصل على رزق يومه.
"الساكسونيا ورثي من والدي" بتلك الكلمات بدأ أحمد سعد الرجل الخمسيني حديثه لـ"الدستور"، موضحًا أنه نشأ بداخل ذات المحل وليكون رفيق لوالده رحمه الله في بيع الملابس القديمة والتي رافقته حياته بعد رحيل والده.
فلا يدري سعد غيرها مهنة حتى بعد أن تغير زبائنه الذين كانوا في الماضي من متعددي الجنسيات من الاجريك والشوام، والان اصبح رقيقي الحال هم قاصدي بضائعه.
وأوضح أن عدد من محال تلك المنطقة من بيع ملابس الكانتو المستعملة، إلى بيع بدلات وملابس عمال الأمن الصناعي وعمال المصانع والشركات وغيرها، كحركة تجديد لتنشيط حركة التجارة.
وعلق أن سوق الكانتو في الماضي لن يكون كما هو الآن ولكن سحب سوق الجمعة بمينا البصل البساط والتوجه إليه واصبح هو الأكثر شهرة بسوق بيع المستعمل وهذا من أسباب ركود سوق بياصة الشوام.
جمال حبشي: سوق الكانتو كان يسمى قديمًا سوق الذهب
وصولًا لشارع أبي الفدا المتفرع من الساحة التي تتوسط بياصة الشوام تجد محالًا صغيرة تجاورت بعضها البعض يمينًا ويسارًا واصبح ورثتها رفقاء ذات المهنه بذات القدر "ورث أبًا عن جد".
ليدقق جمال حبشي، 62 عامًا، خياط، النظر في تجهيز ماكينه الخياطة، ينتظر تجار الساكسونيا ان يأتون اليه بالملابس التي خرقت واصبحت غير صالحة للإرتداء بحالتها الاصلية لتكون مهمته ان يصلح ما افسده الزمن عليها وترقيع تلك الخروقات واصلاحها مجددًا.
"كنا نسميه سوق الذهب" هكذا علق خياط الساكسونيا بأن ما كنا نشاهده من حركة البيع والشراء في الماضي جعلنا نطلق عليه هكذا لزحام ورواج التجارة هنا ولكن حاليًا أصبح الوضع مغاير تمامًا، وأصبحنا قلة، منا مازال مستمر في بيع الساكسونيا وباقي المحال تحولت إلى مخازن مغلقة لاندثار المهنة.
