تصرفات طائشة
روى لي أحد الأصدقاء أن صديقا من الولايات المتحدة الأمريكية، كان قد عاش طفولته معه في مدينة بورسعيد، قام بزيارته الأسبوع الماضي.. ولكونه مسيحيا طلب منه زيارة الكاتدرائية الموجودة في شارع صلاح سالم بعد أن علم أنها النموذج المصغر الوحيد للفاتيكان في العالم وأنها مزار سياحي نادر، وكذلك زيارة كنيسة العذراء بعد أن علم أنها في كل عام ينزل من تمثالها بعض الزيوت المباركة تشفي كثيرا من الأمراض.
اصطحب صديقه للكنيسة ووقف عند مدخلها ليطلب منه رجل الأمن بطاقات الهوية.. وبمجرد أن عرف أنه مسلم رفض دخوله وسمح لصديقه فقط بالدخول.. ولأن صديقي أحرج وانتابه الخجل من صديقه الأمريكي لهذا التصرف المتخلف الأرعن، صمم على الدخول وعلا صوته قائلا: أنا مصري وهذه بلدي وليس لك الحق أن تمنعني وأمام الأجانب.. فاضطر الشرطي المغلوب على أمره لإدخاله، والمضحك المبكي أنه لم يقم بتفتيش الصديقين!!
تصرف آخر أثار دهشتي وسخطي.. ذهب صديق آخر إلى كشك «مصر الخير» بنادي هليوبوليس ليدفع زكاة إفطار المساكين في شهر رمضان المبارك، لكنه فوجئ برفض المسئول هناك استلام المبلغ وأخبره أنه لا يجوز شرعا دفع الزكاة للإطعام لأن بعض المسيحيين الفقراء يحضرون لتناول الطعام عليها وهو ما يخالف الشرع.. ونصحه بالتبرع لأحد المستشفيات!! وكأن المستشفيات مرضاها فقط مسلمون!!
صدمتي كبيرة في هذا الفكر المتخلف في الحالتين، سواء ضد المسلمين أو ضد المسيحيين، ولا أعتقد إطلاقا أنها تعليمات أو سياسات الدولة التي تحرص تماما على الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة الطائفية، بل ويحرص السيد رئيس الجمهورية على إظهار ذلك في كل مناسبة دينية لأشقائنا المسيحيين.
إنها تصرفات فردية لا تصدر من أسوياء، وأتمني من السادة المسئولين تدارك الأمر ومعاقبة الذين يتسببون بجهل في إشعال نار الفتنة بين طوائف الشعب الواحد.
لا بد أن تقوم المؤسسات الدينية وخطباء المساجد بدورهم التثقيفي لتفنيد الأفكار المغلوطة التي يربطها العامة بالدين.