الشيخ زويد ورجال الجيش المصرى
كنت أنوى الكتابة عن مسلسلات الـ١٥ حلقة التى انتهى عرضها، وعن بدايات المسلسلات الجديدة التى ستكمل معنا الشهر الكريم، لكن توقفت أمام الحلقة ١٦ من مسلسل «الكتيبة ١٠١»، كل الأحداث التى جاءت فى الحلقة مرتبطة بذكريات شديدة الصعوبة.
الحلقة تتحدث عن الهجوم الذى تم على مدينة الشيخ زويد، كان هجومًا غير مسبوق، استهدف عدة أماكن بالإضافة إلى أكثر من كمين فى نفس التوقيت، عبر عدد ضخم من التكفيريين الذين خرجوا من الجحور وجاءوا من الأنفاق، وقام عدد منهم بتفخيخ الطرق ليوقف الدعم، بالإضافة إلى تصفيح سيارات ووضع أطنان من المواد شديدة الانفجار عليها.. الهجوم كان الهدف منه تصوير عملية رفع علم داعش على قسم الشرطة وعلى أكثر من مكان رسمى لتكون بداية جديدة للتنظيم. مراكز أبحاث وتقارير صحفية تحدثت فيما بعد عن وجود مخطط كان سيتم تنفيذه عقب رفع العلم، بإعلان سيطرة التنظيم على منطقة الشيخ زويد، بمن فيهم من سكان وأهالى، فتتولى عدة جهات خارجية ودول تقف فى خانة «العدو» التدخل باعتبار أن هناك «نزاعًا» مسلحًا، وما يتبعه من إجراءات قانونية وتحركات سياسية الهدف منها هو اقتطاع الشيخ زويد وما يستجد ووضعها رسميًا تحت إدارة الإرهابيين. التقارير الدولية ما زالت موجودة ويمكن الاطلاع عليها، وقتها كانت الأخبار تنتشر بسرعة الصاروخ، الصور المغلوطة تتدفق، «المؤلفة جيوبهم» فى الداخل يشعلون الترند، الخلايا النائمة فى المواقع الصحفية تعجلت وبدأت فى نشر أخبار السيطرة الكاملة، كان كل شىء يسير كما خطط له، لكن شيئًا واحدًا هدم المخطط.. شهداؤنا الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم ورفعوا علم مصر، بالإضافة إلى رجال القوات المسلحة بكل أسلحتها، ورجال الداخلية، لينتهى المخطط بخيبة أمل لطابور الإرهابيين وأعوانهم ومن ينتظر انتصارهم على مصر.
عندما تحدث السيد الرئيس عن انتصار الجيش المصرى فى معركة الإرهاب لم يكن حديثه من فراغ، معركة طويلة تحمل فيها أبطالنا الكثير وضحوا فيها بكل شىء، أعرف قصصًا لأبطال سيأتى وقتها لتُروى، وأسمع حكايات من أصدقاء يتحدثون عن أشياء أسطورية وتضحيات لا تخطر على قلب بشر.. هل تتخيل أن القضاء على نحو ١١ تنظيمًا إرهابيًا دخلت سيناء كان بالأمر الهين.. ما تم كان ملحمة شاهدنا فى الحلقة ١٦ من مسلسل «الكتيبة ١٠١» جزءًا صغيرًا منها.
فى المسلسل شاهدت وليد فواز «أبوأسامة» يعلن من خلال مكبرات الصوت فى المسجد، عن أن الشيخ زويد أصبحت إمارة تابعة لهم، وقتها كنا نتابع الأخبار الواردة، نتابع التويتات التى كانت ميليشياتهم وأتباعهم ينشرونها، وتسجيلاتهم التى تتحدث عن السيطرة، وفى الحلقة الـ١٦ أيضًا شاهدنا لقطات حقيقية لما حصل بالفعل من هجمات الإرهابيين وضرباتهم وقتها، سواء فى تلغيم الطرق أو السيارات المفخخة التى هاجمت الأكمنة، كل هذه المشاهد كانت تقودنا إلى مصير مجهول لولا أن لدينا رجالًا.
كل التحية للرجال الذين ضحوا بأرواحهم، وكل التقدير للأبطال الذين صمدوا، لولاهم ومن معهم من أجهزة رصد ومعلومات ما كنا نجلس فى بيوتنا نتابع مسلسلات رمضان فى هدوء.