تجربتنا التنموية.. والبنك الإفريقى للتنمية
ستة أسابيع تقريبًا، وتستضيف مدينة شرم الشيخ الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإفريقى للتنمية». وأمس الأول، الثلاثاء، زار القاهرة أكينومى أديسينا، رئيس المجموعة، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قصر الاتحادية، بحضور حسن عبدالله، الرئيس الحالى لمجلس محافظى المجموعة، محافظ البنك المركزى المصرى. وخلال اللقاء، أكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل للمجموعة، واجتماعاتها السنوية، انطلاقًا من حرصها الدائم على تعزيز المصالح الإفريقية بكل الصور وعلى جميع الأصعدة.
المجموعة، التى تأسست سنة ١٩٦٤، تضم ثلاثة كيانات: البنك الإفريقى للتنمية، صندوق التنمية الإفريقى، والصندوق الائتمانى النيجيرى. وكما كانت «دولة ٢٣ يوليو» شريكًا رئيسيًا فى تأسيس المجموعة، صارت «دولة ٣٠ يونيو» ثانى أكبر المساهمين الإقليميين فيها، بعد نيجيريا، وبلغت قيمة الاستثمارات التراكمية لمجموعة البنك فيها حوالى ٧ مليارات دولار، مع محفظة نشطة تبلغ قيمتها ١.٤ مليار دولار. ومن عبدالرحمن دياو، مديرها القُطرى الجديد فى مصر، عرفنا أن المجموعة تعمل مع جمعية «رجال الأعمال المصريين الأفارقة» على استكشاف مجالات التعاون المحتملة ودعم نمو القطاع الخاص المصرى محليًا وعبر إفريقيا.
تهدف المجموعة إلى دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى القارة السمراء، وتحت شعار «أعلى خمسة»، تركز الأجندة الجديدة للمجموعة على خمس أولويات: إنارة إفريقيا وتشغيلها.. إطعام إفريقيا.. تصنيع إفريقيا.. تكامل إفريقيا.. وتحسين نوعية حياة الشعوب الإفريقية. وتأسيسًا على ذلك، رحّب الرئيس السيسى، خلال اجتماع الثلاثاء، بتطور علاقات التعاون المشترك، وأكد أن مصر تتطلع إلى استمرار وزيادة حجم هذا التعاون، فى إطار أهداف الاستراتيجية القُطرية المشتركة، وأعرب عن تقديره لدور المجموعة فى دعم القطاعات التنموية الإفريقية، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية المتنامية على المستوى الدولى.
مع مراجعة أنشطة المجموعة خلال السنة الماضية، من المقرر أن تركز اجتماعات المجموعة السنوية المقبلة، على كيفية الاستفادة من موارد إفريقيا الطبيعية غير المستغلة، وسبل تعميق التعاون بين الأفارقة وتشجيع التكامل الاقتصادى القارى، و... و... وآليات سد فجوة التمويل المناخى فى القارة، استكمالًا للجهود المصرية فى هذا الشأن، والتى كان أبرزها انتزاع الموافقة على إنشاء «صندوق الخسائر والأضرار»، خلال رئاستها واستضافتها الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ. كما ستكون الاجتماعات فرصة لتقييم استجابة الدول الإفريقية لتأثيرات الأمة الأوكرانية على الأمن الغذائى.
اجتماعات المجموعة السنوية، التى تضم الدورة الثامنة والخمسين للجمعية السنوية لمجموعة البنك، والدورة التاسعة والأربعين لصندوق التنمية الإفريقى، ستبدأ فى ٢٢ مايو المقبل، بمشاركة وزراء مالية الدول الثمانين الأعضاء فى المجموعة: ٥٤ دولة إفريقية و٢٦ غير إفريقية. إضافة إلى محافظى البنوك المركزية وعدد كبير من رؤساء الشركات العامة والخاصة والأكاديميين وشركاء التنمية. ومع هؤلاء، من المتوقع حضور أكثر من ٤٠٠٠ مشارك. وكانت البعثة التحضيرية، التى يترأسها فينسنت نمهيلى، الأمين العام للمجموعة، قد زارت شرم الشيخ، فى فبراير الماضى، وأشادت بما تتمتع به المدينة من بنية تحتية قوية، ومرافق خدمية على أعلى مستوى. والمؤكد، هو أن الدولة المصرية لن تدخر جهدًا لجعل اجتماعات هذا العام متميزة واستثنائية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن أكينومى أديسينا، الذى تم انتخابه رئيسًا لـ«مجموعة البنك الإفريقى للتنمية» فى ٢٨ مايو ٢٠١٥، وبدأت ولايته الثانية فى سبتمبر ٢٠٢٠، أعرب عن تشرفه بلقاء الرئيس السيسى، وأشاد بتجربة مصر التنموية، خلال التسع سنوات الماضية، وقال إنها «مصدر إلهام كبير للشعوب الإفريقية على امتداد القارة»، وأكد أن المصريين، قيادة وحكومة وشعبًا، أظهروا قدرة فائقة على النهوض السريع وتحقيق العديد من الإنجازات المهمة، مثمّنًا ما تحقق فى قطاعات الكهرباء ومعالجة المياه، وتطوير المناطق السكنية غير المخططة، باعتبارها أمثلة مضيئة على ما تحقق من تقدم تنموى يُفيد قطاعات واسعة من السكان.