17 عامًا على رحيل «المتمرد».. محمد الماغوط رائد القصيدة النثرية
تمر اليوم الذكرى السابعة عشرة على رحيل الشاعر السوري محمد الماغوط، الذي توفي في 3 أبريل عام 2006، تاركا خلفه إرثا إبداعيا كبيرا، فهو شاعر سوري أبدع في كتابة قصيدة النثر ويعتبر من أبرز الشعراء في الوطن العربي.
ولد "الماغوط" في مدينة السلمية الواقعة في محافظة حماة السورية، وتلقى تعليمه الثانوي في إحدى مدارس ريف دمشق، وانتسب إلى "الحز ب القومي السوري الاجتماعي" وهو ما تسبب في اعتقاله عدة مرات.
ينحدر، "الماغوط" من أسرة فقيرة وكان والده أحمد عيسى قضى حياته يعمل فلاحا بالأجرة في أراضي الآخرين، وكان قاسيا في معاملة ابنه الذي قال عنه في إحدى لقاءاته "كان أبي لا يحبني كثيرا".
كانت روح التمرد مغروسة في نفس الشاعر منذ صغره إذ بدأ التدخين وهو في التاسعة من عمره واقتصر التعليم الذي ناله فى طفولته على الدروس التي كان يتلقاها مع أبناء الفلاحين الآخرين في "الكُتاب" والتي شملت القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
وعندما أنهى الماغوط دراسته في "الكُتّاب" انتقل إلى الدراسة في المدرسة الزراعية الموجودة في المدينة، وفي تلك الفترة تعرف على الأستاذ والشاعر (سليمان عواد)، الذي كان ينشر كتاباته في دوريتي "الآداب" و"الأديب"، ومنه اطلع على الشعر الحديث، ولا سيما مؤلفات الشاعر "رامبو".
انتقل الماغوط، إلى دمشق لمتابعة دراسته الثانوية، فقصد ثانوية "خرابو" الزراعية في غوطة دمشق، ولم يكن في الحقيقة يهوى الزراعة أو العمل في الأرض ولكن الظروف المادية وتقديم المدرسة للطعام والشراب مجاناً دفعاه للانتساب إليها والدراسة فيها ولم يكمل دراسته، حيث خرج من المدرسة قاصداً مدينة دمشق، ومنها عاد إلى السلمية.
بدأ الماغوط كتابة قصيدته الأولى "غادة يافا" التي نشرت في مجلة الآداب اللبنانية، وبعدها اضطر للذهاب إلى أداء الخدمة الإلزامية في الجيش السوري، ولم ينقطع عن كتابة الشعر إذ كتب قصيدة "لاجئة بين الرمال" التي نشرت في مجلة "الجندي" الأدبية، ونشر عددا من الدواوين الشعرية منها “سياف الزهور” و"شرق عدن غرب الله"، ويعتبر ديوان "حزن في ضوء القمر" هو أول دوواينه الشعرية الذي صدر عام 1959 عن دار مجلة شعر، وفي العالم التالي اصدر ديوانه الثاني الذي حمل اسم "غلافة بملايين الجدران".
تزوج محمد الماغوط من سنية صالح التي تعرف عليها في بيروت، وأنجب منها طفلتيه “شام” التي أصبحت طبيبة وتزوجت لتستقر في الولايات المتحدة الأمريكية، و"سلافة" التي تزوجت وعاشت في دمشق.
عمل الشاعر محمد الماغوط في الصحافة وكان من مؤسّسي "جريدة تشرين"، كما عمل رئيساً لتحرير "مجلة الشرطة" وكان أديبا ساخرا من الواقع السياسي، ومعظم أعماله تدور في فلك السخرية الهادفة من كل شيء، ومن أبرز أعماله مسرحية "ضيعة تشرين، ومسرحية المهرج"، كما أصدر كتابا بعنوان "سأخون وطني" واتسمت لغة هذا الكتاب بأنها شعبية استطاع من خلالها النفاذ إلى قلوب الناس والوصول إلى عقول البسطاء التي يحاول فتحها وحشوها بالوعي السياسي.
كتب الماغوط عددا من السيناريوهات لبعض المسلسلات التلفزيونية مثل ؛حكايا الليل، ووادي المسك" ورحل الشاعر الكبير عن عالمنا في 3 أبريل عام 2006 عن عمر ناهز الـ 72 عاما بعد صراع مع مرض السرطان.