كيف تؤثر التغيرات المناخية على حياة الأطفال؟
يؤثر تغير المناخ على قدرة الناس على إطعام أنفسهم وعندما يحدث ذلك، يكون الأطفال هم الأكثر معاناة، نظرًا لأنهم ما زالوا في طور النمو، فإنهم أكثر عرضة للإصابة والعجز والوفاة بسبب تأثيرات تغير المناخ، فهم أقل تجهيزًا بدنيًا وعقليًا وعاطفيًا للتعامل مع الظروف التي تهدد الحياة.
تبين أن أعظم أسباب الوفاة للأطفال- سوء التغذية وأمراض الإسهال والملاريا- ستزداد سوءًا بسبب تغير المناخ، فالأطفال الذين يعيشون في البلدان النامية يواجهون أكبر المخاطر على الإطلاق، ليس لأن تأثيرات تغير المناخ ستكون أسوأ مما هي عليه في البلدان الأخرى، ولكن لأن الفقر يحد من قدرتهم على الاستجابة.
وكانت كشفت أحدث الأبحاث، أن ملايين الأطفال الذين ولدوا في العام الماضي سيواجهون في المتوسط 2-7 مرات أحداث مناخية قاسية أكثر من أجدادهم، وهذا يعني المزيد من موجات الحر والفيضانات والجفاف وفشل المحاصيل وحرائق الغابات؛ ما يعرّض حقوق الأطفال في منزل آمن وبيئة صحية ورعاية صحية وطعام وتعلّم للخطر.
إجراءات عاجلة
ومن جانبه، يؤكد خبير التغيرات المناخية، يحيى عبد الجليل، أنه إذا اتخذنا إجراءات طموحة وعاجلة الآن للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن الأطفال الذين ولدوا في العام الماضي سيكونون أقل تعرضًا لظواهر الطقس المتطرفة على مدار حياتهم.
ويتابع: "درجات الحرارة المرتفعة تجعل العديد من الأسر تعيش في فقر مع طعام أقل ومياه نظيفة أقل ودخول متدنية، وأيضًا تدهور الصحة، بينما لا تزال أجهزة المناعة لدى الأطفال في طور النمو، مما يجعل أجسامهم سريعة النمو أكثر حساسية للأمراض والتلوث".
ويوضح خبير التغيرات المناخية في حديثه مع "الدستور"، أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يعاني 24 مليون طفل آخر من نقص التغذية نتيجة لأزمة المناخ، وفقًا لتقديرات منظمة اليونسيف، كما أن أزمة المناخ تضخم عدم المساواة والفقر والنزوح، وقد تزيد أيضًا من احتمالية نشوب صراع.
ويستكمل: "يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة أحداث الحرارة الشديدة، فالأطفال أقل قدرة من البالغين على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، وبالتالي فهم أكثر عرضة للتغيرات في درجات الحرارة، كما أنهم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالنواقل بسبب زيادة نشاطهم في الهواء الطلق".
ويختتم: "يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى تأخيرات في النمو ونتائج صحية ضارة للرضع والأطفال، لذا يجب تكثيف الوعي المناخي والصحي للأطفال في الفترة الحالية، وضرورة المتابعة مع أطباء التغذية إذا بدأت الأعراض في الظهور".
إحصائيات حول تغير المناخ والأطفال
- 90٪ من الأمراض الناتجة عن أزمة المناخ من المحتمل أن تصيب الأطفال دون سن الخامسة.
- بحلول عام 2040، تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل أربعة أطفال سيعيش في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه.
- يتعرض ما يقرب من 160 مليون طفل لموجات جفاف شديدة وطويلة الأمد.
- يتعطل تعليم حوالي 38 مليون طفل كل عام بسبب أزمة المناخ.
- تجبر أزمة المناخ العائلات على الهجرة. بحلول عام 2050، قد يكون هناك 143 مليون مهاجر إضافي بسبب أزمة المناخ.