عملة نادرة.. نيللى كريم: لم أتأثر بأى شخصية صعيدية سابقة.. وخضعت لتدريبات مكثفة لـ«اللهجة»
لا تفوّت النجمة نيللى كريم موسمًا دراميًا رمضانيًا إلا وتقدم خلاله مفاجأة مدوية لجمهورها، وفى هذا العام، تستكمل الخط الدرامى المنحاز إلى قضايا المرأة وأزماتها، فى مسلسل يحمل اسم «عملة نادرة»، لكنه يتناول هذه المرة المرأة الصعيدية القوية التى طالما قاومت الظروف والتحديات.
فى حوارها مع «الدستور»، تكشف «نيللى» عن كل تفاصيل شخصيتها فى المسلسل الجديد، متحدثة عن طبيعة السيناريو وشكل التعاون مع المخرج محمد العدل، وأجواء التصوير، وغيرها من التفاصيل المهمة، وإلى نص الحوار:
■ بداية.. لماذا اخترت تقديم عمل صعيدى؟
- أحب بشدة الأعمال الصعيدية وأشاهدها دائمًا، خاصة الأعمال التى تقدم وتبرز التراث الصعيدى المصرى، ومن وجهة نظرى «اللى ما راحش الصعيد ما شفش مصر وجمالها»، لذلك كان هناك دافع قوى داخلى، أن أخوض تجربة الدراما الصعيدية فى عمل جديد، وهى تجربة جديدة علىّ بشكل كامل.
وأثناء زيارتى محافظة الأقصر، انبهرت للغاية بالطبيعة الساحرة والآثار العريقة التى تحتضن النيل، كما انبهرت بالناس وأهل البلد أنفسهم، حيث كانوا فى غاية الود والحب والطيبة، وفى كل مرة أذهب إلى الصعيد أتخيل أننى أريد أن أدخل كل بيت، وأشعر بأن وراء كل باب حكاية يمكن أن تخرج للجمهور فى عمل مختلف، لأنها تتضمن الكثير من القصص الإنسانية.
■ ألم تخافى من مسألة خصوصية اللهجة الصعيدية؟
- بصراحة شعرت بالخوف فى البداية، وهذه طبيعة أى عمل جديد، الخوف كله كان من فكرة اللهجة الصعيدية بالطبع، أنا لم أقدم عملًا من قبل بها، وبالتالى كان الأمر يحتاج لمجهود مختلف عما أبذله فى الأعمال السابقة، ولكن مصحح اللهجة الصعيدية عبدالنبى الهوارى ساعدنى بكل قوة فى هذا المسلسل، لقدرته وخبرته الواسعة فى مسألة اللهجة، هو عاشق للصعيد والتراث والعادات والتقاليد، وفى بداية التعامل بيننا، طلب منى أن يستمع إلى صوتى وأنا أتحدث باللهجة الصعيدية حتى يرى من أين يبدأ التدريب، وأجريت تدريبات معه أحدثت فارقًا كبيرًا فى أدائى، ولولاه ما كنت استمتعت بالعمل باللهجة الصعيدية ورنتها الأصيلة أثناء التحدث، وفى الآخر تحول الخوف إلى متعة، لذا أوجه له الشكر على مجهوده معى خلال الفترة الماضية.
■ يتأثر بعض الممثلين بأداء غيرهم ممن أدوا أدوارًا صعبة.. ألم تتأثرى فى هذا الدور بأى شخصية صعيدية قُدمت من قبل؟
- الأمر ليس كذلك بالضبط، شخصية «نادرة» هنا ليست متأثرة بشخصية معينة، ومن الطبيعى وبسبب حبى لمشاهدة الأعمال الصعيدية، أعجبت ببعض الشخصيات، لكننى لا أتأثر بها خلال أدائى، وأنا أحب للغاية الكثير من الأعمال الصعيدية وعلى رأسها «الضوء الشارد»، فهو من أكثر الأعمال الصعيدية التى أحبها وأشاهدها مهما تكررت مرات عرضه.
■ ما طبيعة شخصية «نادرة»؟
- هى شخصية مختلفة عن الشخصيات السابقة التى وردت فى الدراما، هى صعيدية قوية، من النوع الذى أحب تقديمه على المستوى الشخصى، هذه السيدة تقاوم دائمًا حتى لو تعرضت لعثرات، وهذا النمط ورد فى مسلسلى «فاتن أمل حربى».
■ ماذا عن الأزياء والشكل الذى ستظهرين به؟
- شخصية «نادرة» ظهرت فى أزيائها الصعيدية بشكل جميل فى البرومو والبوستر، والفضل فى ذلك يرجع إلى غادة وفيق، مصممة الملابس التى سافرت إلى الصعيد خصيصًا من أجل التحضير للعمل، ومعايشة الواقع هناك، وحتى تضبط أدق التفاصيل، وفى النهاية اختارت المطلوب للشخصيات المقدمة بجميع تفاصيلها، ومجهودها كان واضحًا للغاية فى العمل.
■ حدثينا عن كواليس التصوير والتعاون مع فريق العمل؟
- سعيدة للغاية بالتعاون مع عدد كبير من الفنانين النجوم والقامات الفنية، وسعدت للغاية بلقاء الفنان الكبير جمال سليمان أخيرًا، وتجمعنا مشاهد قوية وصعبة، وأستمتع بأدائه أمامى، وفى بعض الأحيان أنسى دورى وأشاهد أداءه، وهو لديه خبرة طويلة فى الأعمال الصعيدية.
وسعدت أيضًا بالتعاون مع الفنان كمال أبورية، وهو لديه خبرة فى اللهجة الصعيدية، وأنا أتعلم من هؤلاء الأساتذة، لأنهم سبقونى فى «الصعيدى» وأنا أشاهدهم عن كثب وأدقق فى لغتهم وأدائهم.
■ تقدمين أعمالًا قوية دراميًا ومكتوبة جيدًا.. كيف تعاملت مع سيناريو هذا العمل؟
- الدكتور مدحت العدل مؤلف العمل من المؤلفين المختلفين، وفى مسلسل «عملة نادرة» استطاع أن يكتب عملًا مختلفًا تمامًا، يضم عددًا كبيرًا من النجوم، وكل نجم له خط درامى خاص به، يتشابكون مع بعضهم فى قصة واحدة، وأستطيع أن أقول بكل قوة إن كل خط درامى فى المسلسل يصلح أن يكون عملًا دراميًا بمفرده، بسبب احترافية الكتابة.
■ تواصلين التعامل مع «العدل جروب».. ما سر التفاهم بينكما؟
- أسعد دائمًا بالتعاون مع «العدل جروب» والمنتج جمال العدل، وحققنا نجاحات كبيرة معًا خلال الفترة الماضية، وأستطيع أن أقول دائمًا إن الفكرة تكمن فى وجود منتج يوفر للعمل كل متطلبات النجاح، بصرف النظر عن تصنيفه أو لونه الدرامى فى «الكوميديا والأكشن» أو غيرهما، ولدىّ ثقة كبيرة فى الشركة والمنتج، وأستطيع أن أقول إننى أشعر بحيرة عندما أفكر بمفردى، ولكن «العدل جروب» بمثابة الظهر القوى والسند لى، ودائمًا ما تقف بجانبى وتشاركنى التفكير فى كل التفاصيل.
■ تجددين أيضًا التعاون مع المخرج محمد العدل.. كيف تعملان معًا؟
- بالطبع هذه ليست المرة الأولى التى أتعامل فيها مع محمد العدل أو «ماندو»، هذا المسلسل هو الثالث بيننا، نجحنا معًا فى مسلسلى «لأعلى سعر» و«فاتن أمل حربى»، بفضل التفاهم الكبير للغاية بيننا، فى بداية العمل نتحدث بشكل عام ثم نسرد التفاصيل بشكل دقيق، ونفتح أوراقنا كاملة، ولا نركز فقط على الشخصية، حتى نصل فى النهاية إلى حالة تفاهم على جميع التفاصيل.
■ تركزين خلال الفترة الأخيرة على قضايا المرأة وتستكملين ذلك فى «عملة نادرة».. ما هدفك من هذا التوجه؟
- كما قلت، أحب تقديم دراما المرأة القوية، وهذا العمل له طابع خاص فى كل تفاصيله وأحداثه، وأنا وماندو العدل ناقشنا كيفية إخراج شخصية نادرة بشكل قوى، وأفضل تجسيد أدوار المرأة التى تقاوم التحديات، وهو ما حدث أيضًا فى «فاتن أمل حربى»، فالمرأة هنا تستعيد قوتها مرة أخرى، وفى أثناء تلك العودة تخوض ظروفًا صعبة، وهذا يثرى الدراما بشكل كبير، فالمرأة تتحول إلى رمز للصمود والاعتماد على النفس، وهو أمر ضرورى ومهم لكل سيدة تتعرض إلى أزمات.
و«ماندو» يحب مناصرة المرأة فى أعماله، كما فعل فى مسلسل «فاتن أمل حربى» العام الماضى، وكذلك الأمر فى «عملة نادرة»، فهو يبرز شخصية المرأة بكل تفاصيلها، وكما قلت، كل شخصية لها خط مستقل بذاته، ولو دققنا سنرى أن كل شخصية فى المسلسل ثرية للغاية، ونتمنى أن يستمتع المشاهد بذلك.
■ أخيرًا.. ماذا ستفعلين بعد هذا الموسم الدرامى الصعب؟
- دائمًا وبعد كل موسم رمضانى، أجد نفسى فى احتياج إلى أن «أفصل»، وأفضل أن أسافر وأبتعد قليلًا عن العمل وضغطه، لتجديد طاقتى بعد فترة طويلة من التعب فى التصوير والتحضير.