مقتل 13 شخصًا فى زلزال أفغانستان وباكستان
لقي 13 شخصًا على الأقل حتفهم في أفغانستان وباكستان إثر زلزال قوي شعر به سكان على بُعد آلاف الكيلومترات، لكن المنطقة تفادت على ما يبدو الأربعاء كارثة بشرية كبيرة يمكن أن تنجم عن زلزال بهذه الشدة.
وحُدّد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6,5 درجة، في جنوب شرق أفغانستان بالقرب من بلدة جرم الحدودية مع باكستان وطاجيكستان، فيما بلغ عمقه أكثر من 187 كيلومترًا، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وضرب الزلزال قرابة الساعة التاسعة مساء (17,00 ت غ) الثلاثاء بتوقيت كابول، واستمر لأكثر من 30 ثانية، وشعر به السكان من وسط آسيا إلى نيودلهي بالهند، على بُعد أكثر من ألفي كلم.
وقال المتحدث باسم أجهزة إنقاذ في خيبر بختونحوا، بلال فايزي، لوكالة "فرانس برس": "كان زلزالًا قويًا وخشينا أضرارًا هائلة بسبب شدته ولهذا السبب أصدرنا تحذيرًا".
وأضاف: "لكن لحسن الحظ تبين أن مخاوفنا خاطئة. أصيب السكان بالذعر بسبب قوة الزلزال، لكن الضرر كان ضئيلًا".
وتتعرض المنطقة بشكل متكرر للزلزال خاصة في منطقة هندوكوش الجبلية الواقعة بالقرب من تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.
وفي منطقة جرم، القريبة من مركز الزلزال، لم تُسجل أي إصابات بشرية وفق أحد الأهالي.
وقال إنعام الله، في اتصال هاتفي: "يسكن قريتنا 2000 إلى 3000 شخص، وأمضينا الليل كله في العراء".
وأضاف: "كنا جميعًا خائفين وبقينا مستيقظين طيلة الليل".
وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" بعد وصوله إلى المنطقة بانهيار حوالى 50 منزلًا في القرية الواقعة في الجبال المغطاة بالثلوج.
وفر أهالي مدن وبلدات في أفغانستان وباكستان من منازلهم ذعرًا إلى أماكن بعيدة عن المباني، ولم يعودوا بعد ساعات إليها.
وقال الطالب نيدا ريهان، (24 عامًا)، في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" من كابول: "أمضينا الليل في الفناء.. كان الطقس باردًا في الخارج، لكن فضلنا البقاء هناك على العودة".
وتم إخلاء مجمع خوداداد هايتس السكني الشاسع المتعدد الطوابق في العاصمة الباكستانية، بعد أن ظهرت شقوق في جدرانه.
قتل أكثر من 55 ألف شخص جراء زلزال ضرب جنوب شرق تركيا وأجزاء من سوريا الشهر الماضي، ما أثار هواجس في أنحاء المنطقة.
وقال أحد الأهالي، إخلاق كاظمي، الأستاذ المتقاعد في مدينة روالبيندي الباكستانية: "بدأ الأطفال يصرخون أن هناك زلزالًا. هربنا جميعًا إلى الخارج. فأهوال الزلزال في تركيا والدول المجاورة أثرت كثيرًا على أعصابنا".
وأعلن مسئولون في خيبر بختونخوا شمال العاصمة الباكستانية عن مقتل تسعة أشخاص في الزلزال بينهم امرأتان وطفلان.
وأفاد المسئولون في أفغانستان عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفل، وجرح 74 آخرين، لكن خطوط الهاتف والإنترنت مع مناطق نائية من البلاد انقطعت والاتصالات متقطعة.
وقال عبدالبصير وهو من سكان ولاية لغمان: "عندما هرعنا للخروج انهار جدار في منزلنا على الأطفال. وفقدت واحدة حياتها". وقال مسئولون إن نحو 150 منزلًا تضررت في لغمان.
في العاصمة الأفغانية كابول نصب نور محمد حنيفي خيمًا في الشارع كي تقيم عائلته فيها.
وقال حنيفي لـ"فرانس برس" وقد التحف مع أفراد أسرته ببطانيات: "لا أحد يجرؤ على دخول المنازل".
في أفغانستان كانت العديد من العائلات تحتفل بعيد النوروز، حلول السنة الفارسية الجديدة، خارج منازلها عندما ضرب الزلزال.
وقال مسيح الذي كان في الخارج مع عائلته عندما وقع الزلزال: "سمعت صراخ الناس لدى خروجهم إلى الشارع".
والأهالي الذي كانوا داخل منازلهم وشققهم غادروها بسرعة.
وقال مراسل "فرانس برس": "فروا من دون انتعال أحذيتهم، فقط حملوا أطفالهم".
وطلب رئيس الحكومة الباكستاني شهباز شريف من الجهاز الوطني لإدارة الكوارث الاستعداد للتعامل مع أي طوارئ.
في يونيو العام الماضي قُتل أكثر من 1000 شخص وتشرد عشرات الآلاف إثر زلزال بقوة 5,9 درجة، هو الأعنف من حيث عدد الضحايا في أفغانستان في نحو ربع قرن، ضرب ولاية بكتيكا الفقيرة.
ترزح أفغانستان تحت وطأة كارثة إنسانية تفاقمت مع سيطرة طالبان على مقاليد الحكم في أغسطس 2021.
وتلاشت مبالغ التمويل الدولي المخصصة للتنمية، والتي تعتمد عليها الدولة الواقعة بجنوب آسيا، بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم، فيما تم تجميد الأصول الموجودة في الخارج.