آلان جريش يكشف ما جاء فى كتاب «ألبير آريِّيه.. مذكرات يهودي مصري»
قال الكاتب الفرنسي آلان جريش، إن كتاب "ألبير آريه.. مذكرات يهودي مصري" يمكننا من التفكير فى ما جاء فى الفترة التى عاصرها بمصر، سواء ما قبل ثورة 1952 أو تاريخ الحركات الشيوعية أو فيما يتعلق بتاريخ اليهود فى مصر.
واضاف " جريش" خلال فعاليات حفل إطلاق كتاب “ألبير آريِّه - مذكرات يهودي مصري” والصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، منذ قليل بمبني قنصلية، أن ما تعرض له عدد من المواطنين بدخولهم السجون فى عهد عبد الناصر ومن المنتمين للمنظمات الشيوعية، ودورهم فى الكفاح المسلح ضد البريطانيين عام 1956، والتناقضات الداخلية التى شهدتها تلك المنظمات إلا أن تلك المنظمات أيدت تقسيم فلسطين نظرا لموافقة الاتحاد السوفيتي ذلك.
يذكر أن شارك فى الحفل والكتاب الدكتور محمد أبو الغار ومنى أنيس محررة الكتاب، والكاتب الصحفي الفرنسي آلان جريش وأسرة ألبير آريِّه.
وعن الكتاب؛ يقول ألبير آرييه: “قد يتساءل البعض عن السبب الذي جعلني أكتب مذكراتي، ولِمَ لم أكتب من قبل، ولمَ اخترت أن أفعل هذا في أخريات أيامي.. الحقيقة أنني لم أختر عائلتي، ولا بلدي، ولكني اخترت شكل حياتي.. ولدت في عهد الملك فؤاد، وحضرت عصر الملك فاروق بأكمله، وعاصرت ثورة يوليه بداية من محمد نجيب، مرورًا بجمال عبد الناصر، وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي وثورة 25 يناير، وصولًا للرئيس السيسي. عشت هذه الحقبة الزمنية الممتدة في مصر، ورأيت المزايا والعيوب.. يؤسفني أن أجد الكثير ممن يتحدثون عن الماضي يقولون أشياء خاطئة عن جهل. ولكن، وفي نفس الوقت، هناك من الأجيال الحالية من يحاول التعرُّفَ على الماضي بشكل حقيقي”.
حقًّا كان المجتمع المصري مجتمعًا كوزموبوليتانيًّا وعلمانيًّا، منفتحًا على الغرب ولا وجود ملحوظًا فيه للتعصب الديني، وكانت مباني القاهرة والإسكندرية تشبه مباني أوروبا، نظيفة وشامخة، ولكن هذا لا ينفي وجود عشش وحوار، وبشر يسيرون حفاة في الشوارع.
وهكذا أجدني مصدرًا للمعلومات وإن لم أختر هذا الدور بكامل إرادتي.. لست نادمًا على أفكاري، حتى لو تغيرت بعض قناعاتي على مرِّ الزمن، آرائي السياسية هي التي علمتني حب مصر، والتمسك بها ورفض أي محاولة للنفي منها، وأجمل فترة في حياتي كانت فترة السجن، تفاعلت فيها مع الناس وأحسست بهم، وأنشأت صداقات وعرفت المجتمع المصري على حقيقته.
جدير بالذكر أن ألبير آريه أقدم يهودى بالقاهرة، توفي عن عمر ناهز 91 عامًا، ورغم تقدمه فى السن إلا أنه ظل حتى أيامه الأخيرة قادرًا على الكتابة اليومية والتفاعل عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتدوين ذكرياته عن القاهرة الجميلة حضارة وشعبًا.