اللاتينية: خُلِق الإنسان الأوّل منوّرًا واعمته غواية الحية
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد الرابع من الزمن الأربعينيّ، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ "النُّورَ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم" هو مرآة الآب الحقيقيّة. فالرب يسوعّ المسيح هو شُعاعُ مَجْدِ الآب ومُبعِد العمى عن عيون الّذين لا يرون. إن الرّب يسوع المسيح الّذي أتى من السماء مرَّ لكي يراه كلّ جسد...؛ وحده الأعمى ما استطاع رؤية الرّب يسوع المسيح، مرآة الآب... ففتح الرّب سجنه هذا؛ لقد فتح عيون الأعمى، الّذي رأى في المسيح مرآة الآب...
لقد خُلِق الإنسان الأوّل منوّرًا، ولكنّه وجد نفسه أعمى، عندما أغوته الحيّة. خُلق هذا الأعمى عن جديد عندما بدأ بالإيمان... إنّ الّذي كان أعمى منذ مولده كان جالسًا... دون أن يطلب من أيّ طبيب مرهمًا ليشفي عيونه... أتى مُبدع الكون وعكس في المرآة الصورة. رأى بؤس الأعمى الجالس هنا والّذي يطلب الصدقة. يا لأعجوبة تُظهِرُ قوّة الله! تشفي ما تراه، وتنير ما تزوره...
إنّ الّذي خلق الكرة الأرضيّة فتح الآن عيون العميان... الفخّاريّ الّذي صنعنا رأى هذه العيون فارغة...؛ لقد لمسها بطينٍ من تراب الأرض ممزوج بلعابه وحين وضع هذا الطين، كوّن (من جديدٍ) عيني الأعمى... إنّ الإنسان مصنوع من الطين، من الوحل...؛ فالمادّة الّتي استعملها الرّب (في البدء) لتكوين العيون، استعملها ليشفي بها العيون لاحقًا. ما هو العمل الأعظم: خلق الشمس أم خلق عيونٍ جديدة للمولود أعمى؟ إنّ الرّب قد جعل الشمس مشعّة وهو جالس على عرشه؛ ومن خلال تجواله في ساحات الأرض العامّة، سمح للأعمى بالبصر من جديد. أتى النور من دون أن يُطلب، وبدون إلحاحٍ في الطّلب، حُرّر الأعمى من عاهة مولده.