ليلة الوصال الصوفية رقم 145 تناقش الصحبة والتربية على القيم الأخلاقية
نظمت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، الليلة الرقمية 145، حيث كان متابعو الليلة الرقمية 145 على موعد مع مشاركة متميزة لمجموعة من العلماء والمثقفين بكلمات علمية، إضافة إلى مشاركة منشدين مغاربة وآخرين من فرنسا.
ومن بين الكلمات العلمية كانت كلمة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، والتي اختار لها عنوان ''خلة المتقين وطلب وجه رب العالمين" أوضح خلالها أن التربية الإحسانية تسعى إلى صلاح الإنسان وصلاح حال الدنيا والدين عن طريق بناء جوهر الإنسان وتأهيله روحيا وأخلاقيا، وبين أن هذه التربية تقوم على صحبة الشيخ المربي، موردا في هذا الصدد مجموعة من أقوال السادة العلماء حول أثر الصحبة وفائدتها في تهذيب شخصية المرء وأخلاقه وسلوكه، وأضاف أن الصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثر الروحي والاقتداء العملي، وأن الاشتغال بالتربية الروحية الأخلاقية نهج يتوارث، بسند متصل.
وأردف أنه ليس كل من ادعى المشيخة والتصدر لباب التربية صار مربيًا؛ ولو تلون بزي العارفين المربين ولو أظهر الخوارق والكرامات، واستطرد موضحا أن ليس كل من لبس ثوب الأطباء صار طبيبًا.
وأورد في هذا السياق مقتطفا رسالة الدكتوراه - مؤسسة الزوايا بالمغرب، بين الأصالة والمعاصرة- لشيخ الطريقة القادرية البودشيشية، الدكتور مولاي جمال الدين حفظه الله "... إن تاريخ التصوف المغربي يبرز أن متصوفة المغرب كانوا يتميزون بمنهج خاص في التربية والسلوك، يقوم على أساس الورع والاجتهاد في العبادة على منهج السلف، بعيدا عن لغة الأحوال والمقامات كما أنهم لم ينقطعوا عن ممارستهم للحياة الاجتماعية العادية وكانوا يسلكون طريق التذوق والارتقاء في مقامات أهل الطريق مع عدم المبالاة بظهور الكرامات أو حصول الشهرة ويسعون إلى التستر دون انعزال عن المجتمع..."
إضافة إلى كلمة الدكتور عبد الوهاب الفيلالي أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، والتي تناولت موضوع "أصول التصوف الإسلامي في المغرب" أبرز من خلالها أن التصوف المغربي يستمد أصوله من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة وكذا اقوال العلماء، وبين أن الهوية الصوفية المغربية، هوية جامعة بين الالتزام بأحكام الشريعة الظاهرة والباطنة، لافتا إلى هذه الخاصية هي التي تفسر الانتشار الواسع للتصوف بالمغرب وفي إفريقيا، وأنها أفرزت وجود الفقيه الصوفي والصوفي الفقيه على مدى قرون إلى يومنا الحاضر، وذكر في هذا الصدد بثوابت الهوية المغربية التي تبقى إمارة المؤمنين ضامنة وحاضنة لها.
وتخللت هذه الفقرات وصلات من بديع الإنشاد والسماع، حيث شنف الفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح المتابعين بقصائد سمت بأرواحهم، إضافة لقصائد من أداء برعومات الطريقة القادرية البودشيشية بمذاغ، ومجموعة الصفا من فرنسا، إضافة الى وصلات فردية للمنشد محي الدين موضاح من فرنسا.