مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد إجراء «مباحثات بناءة» مع إيران
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، السبت، عن أنه أجرى "مباحثات بناءة" مع مسئولين إيرانيين في طهران التي يزورها بعد أيام من الإعلان عن العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بمستوى يقترب من النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.
وتأتي زيارة غروسي الذي وصل الجمعة ويغادر مساء اليوم، مع سعي المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرًا، إلى تعاون إضافي من جانب إيران بشأن نشاطاتها النووية.
وقال غروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي "مع المباحثات البناءة التي نجريها الآن أنا على يقين بأننا سنمهد الطريق لاتفاقات مهمة".
والتقى غروسي الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ومسئولين آخرين.
وقال رئيسي خلال الاجتماع إن "التعاون طريق ذو اتجاهين ... ويمكن أن يستمر على أساس الحفاظ على استقلالية الوكالة وحقوق الشعب الإيراني"، وفق ما أعلن المساعد السياسي لرئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي في تغريدة على تويتر.
وكان مصدر دبلوماسي في فيينا قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن اللقاء مع رئيسي يهدف الى "إعادة إطلاق الحوار" حول النشاط النووي الإيراني و"إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها".
وتتزامن زيارة غروسي مع وصول المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني المبرم في 2015 والمعروف رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة، إلى طريق مسدود.
وبحسب تقرير غير معد للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطّلعت عليه وكالة فرانس برس الثلاثاء، تمّ العثور على جزيئات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7 في المئة، أي أقل بقليل من الـ90 في المئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 في المئة".
وحصل ذلك بعدما عدّلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية الدولية.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك السبت، دعا إسلامي موقعي اتفاق 2015 للإيفاء بـ"التزاماتهم".
وقال إن "ثلاث دول أوروبية وبعض الدول الأخرى تركّز فقط على التزامات إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة"، مضيفًا "لديهم أيضًا التزامات يتعيّن عليهم الامتثال لها".
وتابع "توصلنا إلى اتفاق (مع غروسي) لتحديد تعاوننا في إطار الضمانات" بشأن النشاط النووي.
وأكد إسلامي أن "إيران لا تستبدل مصالحها الوطنية بأي شيء"، وفق ما نقل عنه موقع وكالة أنباء "إرنا" الرسمية.
واستنادًا إلى نتيجة زيارة غروسي، ستقرّر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستقدّم مشروع قرار يدين إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي من المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في فيينا.
والتقى غروسي السبت أيضًا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وقال المصدر الدبلوماسي إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيسعى خلال الزيارة لتأمين "إمكانات أكثر للوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش".
ونصّ اتفاق العام 2015 على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل الحد من نشاطاتها النووية.
وكانت القيود المنصوص عليها في الاتفاق، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3,67%، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى التراجع تدريجيًا عن التزاماتها.
وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في العام 2021، لكنها متوقّفة منذ العام الماضي.
وتعتبر زيارة غروسي في إيران مؤشرًا آخر على إمكان اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ندّد في اجتماعه الأخير في نوفمبر 2022 بعدم تعاون إيران فيما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وكانت آخر رحلة قام بها غروسي إلى إيران مطلع مارس 2022 وركّزت على المواقع الثلاثة غير المعلنة.
وقالت الوكالة الذرية إن غروسي سيعقد مؤتمرًا صحفيًا لدى عودته إلى فيينا في وقت لاحق السبت.