«قصور الثقافة» تطرح «أسرة القط حميدو» لـ محمد جبريل
"أسرة القط حميدو"، عنوان أحدث إبداعات الكاتب محمد جبريل، والصادرة حديثا عن سلسلة "إبداعات خاصة"، برئاسة تحرير الشاعر مسعود شومان، والتي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وتقع رواية "أسرة القط حميدو"، للكاتب محمد جبريل، في 130 صفحة من القطع الوسط، وهي رواية تسجيلية.
والكاتب "محمد جبريل"، روائي وقاص، سبق وصدر له عدة أعمال روائية وقصصية من بينها روايات: “الأسوار”، “إمام آخر الزمان”، “من أوراق أبي الطيب المتنبي”، “اعترافات سيد القرية”، “زهرة الصباح”، “الشاطئ الآخر”، “رباعية بحري”، “ياقوت العرش”، “بوح الأسرار”، “مد الموج”، “نجم وحيد في الأفق”، “حكايات الفصول الأربعة”، “زوينة”، “صيد العصارى”، “غواية الإسكندر”، “الجودرية”، “رجال الظل” وغيرها.
بالإضافة إلى مجموعاته القصصية: "تلك اللحظة انعكاسات الأيام العصيبة هي حكايات وهوامش من حياة المبتلى"، “سوق العيد”، “انفراجة الباب”، “حارة اليهود”، “رسالة السهم الذي لا يخطئ”، “موت قارع الأجراس” وغيرها.
ومما جاء في رواية "أسرة القط حميدو"، للكاتب محمد جبريل، نقرأ: لا أخفي عنك أن نظرتي إلي القطط تبدلت. أحاذر وأنا أتنقل في البيت. القطط متناثرة فوق الأثاث، وتحته، وعلي الأرضية، جالسة، أو نائمة، أحرص فلا أقارب هدوءها الساكن، أو أعبره، هذ كطلك لا تزاليل أماكنها، ولا تبدي قلقا. تلحظ زينب وقفتي المرتبكة أمام الأجساد الساكنة، تنقل القط ــ أو أكثر ــ إلي موضع آخر، حتي يتاح لعصاي الحديدية أن تفسح الطريق أمامي.
ربما أخذني تأمل القطط في تنقلها داخل الشقة، تختار المواضع التي تقعي، أو تنام، فيها. ألفة الطمأنينة سمة حياتها، لا تتوقع الزجر ولا الضرب. أستعيد ــ بالضرورة ــ صور قطط أخري، تصادفنا في الشوارع، مصائرها أقسي مما عانت الكلاب التي واجهت ــ في صباي ــ ما ثبت في ذاكرتي. معظم وقفتها أمام كومات الزبالة، تنبش، تلتقط الطعام، ترمق ــ بجانب عينها ــ من يبادر بالأذي، ذلك ما يحدث بالفعل عندما يلف ولد حبلا علي عنق القط المسكين، حتي يموت.
تنثال الصور، تنبهني إلي خطأ التصرف لو أني تنازلت عن القطط لمن يسيئ معاملتها ربما يقتنيها من يمتلك حسا إنسانيا، يحرص ــ من خلاله ــ علي رعايتها، فماذا عن الأبناء أو الحقدة؟ هل تبعد شقاوتهم عن أذي قطط الشوارع، أو حتى تخلى عنها أصحابها؟