الكاتبة جمال حسان: الحرية الحقيقية للكاتب تتحقق مع الوعى الجمعى
قالت الكاتبة الروائية جمال حسان، تعقيبًا على حذف إحدي دور النشر 360 كلمة من ترجمة رواية "فهرس بعض الخسارات"، إن الكتابة الإبداعية في جوهرها تتدفق من وجدان وفكر الأديب مشبعة برؤيته وفكرته ومفرداته وأبطاله كما رأها في خياله، ثم يقوم بمراجعة النص الأولى بإضافة أو تعديل ما.
وأضافت "حسان" في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "بعد ذلك يأتي دور الناشر الذي يقبل النص كما هو أو يرفضه أو يقترح إبداء تعديلات ما لمراعاة ظروف المجتمع وثوابته والتابوهات السائدة وسوق النشر فى فترة ما، وإذا وافق المبدع، كتب الطرفان عقدًا يحدد شروط قواعد تعديل النص من عدمه مستقبلاً، وإذا لم يقبل الكاتب باقتراحات الناشر ولم يجد له بديلاً، ربما ينشر النص على نفقته الخاصة".
وتابعت: "نلاحظ هنا دورالمحرر المتذوق للإبداع والداعم له لدى دور النشر في تقريب وجهات النظر والانتصار لنص مغاير يضيف إلى تجديد الفكر والانفتاح على العالم ويرتقى بالثقافة كسلوك عام".
وأوضحت "حسان" أنه "في عالم الكتابة والنشر يجدر الإشارة إلى أن الحرية الحقيقية للكاتب تتحقق مع ثراء الوعي الجمعي المبني على التعلم وإعلاء قيمة المعرفة والإبداع كضمان لمستقبل آمن يتحدى التخلف وتيارات التطرف".
واستطردت: "ربما تكمن مشكلة في إعادة طبع كتب لروائي معروف وله جمهور واسع فى كل مكان وترجمة أعماله إلى لغات كثيرة وتحويلها إلى مسرحيات وأفلام سينمائية، ولم يعد على قيد الحياة، فتتصادم بعض المفاهيم واللغة التي دوّنها مع مستجدات تغير الوعي الجمعي".
وواصلت حديثها: "لم يعد مقبولاً أن يروج الإبداع لمفاهيم الكراهية والتنمر خاصة بين القراء الصغار، كما حدث مؤخرًا من دار بنجوين، وهي من أكبر دور النشر في العالم بعد أن قامت بتنقيح عدد من أعمال الكاتب المعروف رول دال بالاتفاق مع الشركة المسئولة عن مبيعات أعماله فثارت انتقادات واسعة من كتاب مشهورين ومؤسسات معنية بحرية القلم والمبدعين ومنهم الملكة كاميليا وأدلت برأيها مما حسم قرار دار بنجوين بإعادة نشر سبعة عشرعملاً من أعمال الكاتب الكلاسيكية فى صورتها الأصلية وترك الأخرى المعدلة والحرية للقارئ يختار بين الطبعتين".
وأكدت "حسان": "جاءت مرونة التعامل مع الأمر بتعزيز احترام الرأي الآخر والحفاظ على ما استجد من قيم المواطنة دون تمييز سلبي في تنشئة الأجيال الجديدة، كما أن دار بنجوين زادت من رصيدها بنشرالمزيد والحفاظ على النصوص الأصلية لمن يريدها".