«الغرب.. تاريخ جديد لفكرة قديمة».. كتاب جديد يُعيد اكتشاف تاريخ الحضارة الغربية
تقدم المؤرخة ناويز ماك سويني في كتابها الجديد بعنوان "الغرب.. تاريخ جديد لفكرة قديمة" إعادة اكتشاف للتاريخ الغربي، وتحليلًا لافتًا للغرب وخصومه، بدءًا من المؤرخ الإغريقي هيرودوت، وصولًا إلى الفيلسوفة الإيطالية توليا دي أراجونا، ثم الرئيسة التنفيذية لهونج كونج؛ كاري لام.
مفهوم الحضارة الغربية
وتعيد سويني في كتابها، تفسير مفهوم الحضارة الغربية على مدى 2500 سنة الماضية، من خلال حياة وكتابات 14 امرأة ورجلا، لتقدم سردًا مغايرًا حول تشكيل فكرة الغرب للتاريخ.
وتستشكل الكاتبة الفكرة الراسخة والمتجذرة في الخطابات الرسمية والشعبية على حد سواء عن الحضارة الغربية الممتدة، عبر القرون من العصور القديمة الكلاسيكية إلى بلدان الغرب الحديث.
وتشير الكاتبة إلى أن هذه الفكرة غير صحيحة من الناحية الواقعية، وتحجب التنوع المذهل والغني لماضينا، محاولة إثبات أن هذه السردية عن التاريخ الغربي تم اختراعها واستخدامها لتبرير الإمبريالية والعنصرية.
خيال مُفلس يجب التخلص منه
وأشارت صحيفة "التليجراف" في مراجعة قدمتها حول الكتاب إلى أن الشكوك حول السرد الغربي التقليدي بدأت في ستينيات القرن الماضي، وأصبحت سائدة بشكل متزايد منذ ذلك الحين، ومن ثم فإن هذا الكتاب يعد غوصًا عميقا في موضوع صار مألوفًا.
وتقدم سويني حجتين رئيسيتين لأطروحتها؛ مفادهما أن السردية السائدة عن الغرب خاطئة ببساطة فيما يتعلق بالحقائق، وأنها خدمت غرضًا مرفوضًا مبررًا للإمبريالية والتحيز العنصري، وعلى هذا الأساس، تستنتج أن الحضارة الغربية هي خيال مفلس أخلاقياً يجب التخلص منه.
وتنطلق الكاتبة لتشرح للقراء كيف ترسخت هذه الفكرة في المقام الأول، فتأخذ واحدة تلو الأخرى من الأساطير حول شخصية العالم القديم، وطبيعة الحروب الصليبية، أو تفوق القوى الأوروبية في المنافسات الإمبريالية لتهدمها بمهارة، وتترك القارئ مع فهم أكثر ثراءً لوجهات النظر حول العالم.
لم تعد الحضارة الغربية في الأوساط العلمية تؤخذ على محمل الجد كمفهوم، بدلاً من ذلك، هناك أدبيات ضخمة تفكك كيف تم اختراع فكرة الغرب، وإعادة توجيهها واستخدامها في أوقات وأماكن مختلفة.
ويتأمل الكتاب بحثُا عن إجابة لتسؤال: ماذا يجب أن تعني الهوية الغربية الآن؟، استنادًا إلى عدة وجهات نظر منها عمل الناقد في ما بعد الاستعمار إدوارد سعيد، والخطابات المعادية للغرب الحالية من الدول الإسلامية والحزب الشيوعي الصيني، لتنوه الكاتبة بأن ليس ثمة إجابة واحدة على السؤال المطروح.