عيد عبد الحليم يرصد ظاهرة مسرح الشارع في العالم العربي
عن المجلة العربية بالمملكة العربية السعودية، صدر عدد فبراير كتاب "مسرح الشارع في العالم العربي" للشاعر والناقد عيد عبد الحليم، رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، ويعد الكتاب الأول من نوعه في الدراسات المسرحية في العالم العربي، حيث يناقش ظاهرة "مسرح الشارع" وتجلياتها وأشكالها في الوطن العربي.
في مقدمة الكتاب، يؤكد عيد عبد الحليم أن المسرح هو ابن الفراغ ابن الفضاءات المتعددة القائمة على التجريب وخلق مساحات لا متناهية من الرؤية واستكشاف المناطق المجهولة داخل الذات وربطها بمحيطها العام، ولذلك كان من الأطر الأولى لعملية التمرد المسرحي أن يقام في الفراغ فوجدنا، على سبيل المثال كثيرًا من الفرق المسرحية في أوروبا بدأت بتقديم عروضها في الشوارع والميادين العامة والحدائق، كما حدث في "باريس" حيث قدم كثير من المسرحيين التجريبيين عروضهم في محطات المترو الأنفاق وفي ساحات الجامعات وفي المصانع والشركات.
كان الهدف من وراء كل ذلك أن يصل المسرح إلى الجمهور في مكانه، وبالتالي استلزم التجديد في التقنية المسرحية، من حيث الإخراج والديكور والأداء التمثيلي، بحيث يكون للجمهور حق المشاركة، وتحويل بنية العرض والتغيير فيه، لذا تجيء معظم هذه العروض مؤلفة في إطار جماعي، بمعنى أن النص المقدم يجيء كنتيجة لورشة مسرحية سابقة، كذلك النص المقدم يأتي في معظم الأحيان قائما على طابع حكائي.
وجاء الفصل الأول من الكتاب تحت عنوان "المسرح الشعبي في الوطن العربي وجماليات العرض المفتوح" أكد فيه المؤلف أن هناك جذورا عميقة لفكرة مسرح الشارع في التراث العربي من خلال عروض الأراجوز وفن المخايلة والسامر الشعبي وغيرها من الأشكال المتوارثة.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان " جماليات مسرح الشارع" أشار عبد الحليم إلى بعض الخصائص التي تميز عروض مسرح الشارع، فهو مسرح ينحاز إلى فضائه، ويرتبط – في بعض الأحيان – بقضايا اجتماعية، ففي دراسة الفضاء المسرحي لمسرح الشارع – وهو أحد أشكال المسرح المفتوح – يتطلب الأمر تركيزا أكبر على الناحية الاجتماعية والأنثربولوجية للمسرح، وذلك أكثر من الاهتمام بالشكل (عمارة المبنى والمشهد) والموضوع/ موضوع الاهتمام هو ذلك التحول للفضاء المعاش يوميا من خلال غرابة فضاء التمثيل وطريقة عمله، والقيمة التي تؤسس،" وتجاوز وتجدد تاريخ الفضاء المسرحي يكمن في أن مسرح الشوارع هو في الأساس فضاء نسبي إنه فضاء اجتماعي، وتحدده العلاقة بين العرض والأرض، تلك العلاقة التي خلفتها مناورات الواقع البيئي وفكرة تجذير الفضاء المسرحي كمساحة خاصة".
أما الفصل الثالث فجاء تحت عنوان "من تجارب المسرح المفتوح في العلم العربي" رصد فيه عيد عبد الحليم مجموعة من التجارب المهمة ومنها "تجربة مسرح الخشبة الدائرية" في لبنان، وتجربة روجيه عساف، وتجربة "الطيب صديقي" في المغرب، وتجربة مسرح التعاونيات" في الجزائر والتي قدمها المخرج الراحل عبد القادر علولة، وتجارب المسرح المفتوح في سوريا، وفرقة جماعة كوتو في السودان، وتجليات مسرح الشارع في فلسطين وغيرها.
أما الفصل الرابع، فرصد فيه عيد عبد الحليم التجارب المصرية، مثل تجربة"مسرح السرادق" للمخرج الراحل صالح سعد، و"جماعة مسرح الشارع" بقيادة المخرج ناصر عبد المنعم في سبعينيات القرن الماضي، وتجربة "مسرح المقهى" التي قدمها المؤلف المسرحي الراحل ناجي جورج. وغيرها من التجارب.