بعد تفاقم أزمة الأمن الغذائي.. هل تمتلك روسيا والصين حلولًا لإنقاذ العالم؟
سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الضوء على تفاقم أزمة الأمن الغذائي حول العالم، بعد مرور عام على اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي تسببت في ازمة غذاء عالمية، ليواجه العالم خطورة ارتفاع تكاليف الغذاء والاسمدة.
وحدد صندوق النقد الدولي أكثر من 48 دولة من القارة الافريقية الاسيوية وامريكا اللاتينية من أكثر الدول عرضة لخطر صدمة تكاليف الغذاء والأسمدة.
وأشارت الى أن استخدام الأسمدة لزراعة المحاصيل أمراً أكثر أهمية لمواجهة انعدام الامن الغذائي، خاصة في موسم الجفاف في مارس المقبل.
وتابعت الوكالة أن، اضطراب السوق أدى إلى ارتفاع الأسعار في الصيف الماضي مما أدى إلى تخزين الأسمدة من قبل أولئك القادرين على الشراء، وبينما انخفضت التكاليف منذ ذلك الحين بشكل كبير، إلا أنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء.
وبحسب التقرير، فإنه بعد مرور عام على الازمة الروسية الاوكرانية، فقد ترى الأمم المتحدة أن الاضطرابات التي تسببت في أسواق الأسمدة العالمية تمثل خطرًا رئيسيًا على توافر الغذاء في عام 2023.
ناقوس الخطر
وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه إلى جانب الاعتبارات الإنسانية، فإن إدراك أن الكثير من العالم يعتمد على عدد قليل من الدول فقط لمعظم الأسمدة، لا سيما روسيا وحليفتها بيلاروسيا والصين - يدق ناقوس الخطر في العواصم العالمية.
وتابعت أنه في الوقت الذي أصبحت فيه أشباه الموصلات مانعًا للاحتكاك الجيوسياسي، فإن السباق على الأسمدة قد نبه الولايات المتحدة وحلفائها إلى الاعتماد الاستراتيجي على المدخلات الزراعية التي تعتبر أحد المحددات الرئيسية للأمن الغذائي.
وأدى ذلك إلى دفع الأسمدة - ومن يسيطر عليها - إلى صدارة الأجندة السياسية في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا للوكالة الأمريكية، فقد تعمل وزارة الخارجية الأمريكية على تعزيز خبرتها في مجال الأسمدة، حيث تصبح محور التركيز في العديد من حملتهم الانتخابية، كما أن التوترات المتصاعدة بين الدول فضلا عن عملة الدبلوماسية غير المتوقعة، يتم جرهم إلى صراع الروايات حول من يقع اللوم على تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
الاسمدة للامن الغذائي
وقال أوداي شانكر أواستي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة Indian Farmers Fertilizer Cooperative، أكبر منتج في البلاد، إن دور الأسمدة لا يقل أهمية عن دور البذور في الأمن الغذائي للبلاد.
وأضاف أن اشتعال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا منذ العام الماضي اثر بشكل كبير على صناعة الأسمدة العالمية البالغة 250 مليار دولار دور روسيا وبيلاروسيا كمصدرين لما يقرب من ربع جميع مغذيات المحاصيل في العالم.
في حين أن المنتجات الزراعية الروسية بما في ذلك الأنواع الثلاثة الرئيسية من الأسمدة - البوتاس والفوسفات والنيتروجين - لا تستهدفها العقوبات الغربية، ولا تزال الصادرات مقيدة من خلال مجموعة من الاضطرابات في الموانئ والشحن والخدمات المصرفية والتأمين.
ويقول مورد للأسمدة الروسي أندريه ميلينشينكو، مؤسس مجموعة يوروكيم، إن نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي أدى إلى انسداد التجارة لدرجة أنه قد تسبب في تقليص إجمالي شحنات الأسمدة بنحو 13 مليون طن بحلول عام واحد.
ووفقاً الوكالة، فقد كانت الأسمدة الروسية العالقة في طي النسيان في هولندا هي التي تم تحريرها كجزء من صفقة أوسع للأمم المتحدة للسماح بنقل الحبوب عبر البحر الأسود.