«ميونخ للأمن».. هل ينجح فى خلق حشد غربى ضد روسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية؟
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، إنه من المبكر القول إن مؤتمر ميونيخ للأمن نجح فى حشد غربي ضد روسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية لجملة من الاعتبارات المتعلقة بوجود تباينات كبرى فى أوروبا بين تيارين أحدهما تقوده فرنسا وألمانيا لإفساح المجال أمام الضغط على روسيا وتنفيذ سلسلة العقوبات بجانب دعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذا الدعم ليس مقتصرًا على أنظمة دفاعية نظام باتريوت الأمريكية أو عادة تموضع نشر القوات أو ما له علاقة بالدبابات الألمانية التي تأخذ بعض الوقت، لافتًا إلى أن المداخلات فى ميونخ كانت تمضى فى هذا الإطار.
وأوضح فهمى فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التيار الآخر مرتبط بضرورة التهدئة وعدم تركيع روسيا ومنعها من دخولها في مواجهة كبيرة، مشيرًا إلى مداخلة رئيس صربيا التى قال فيها قبل قليل "نحن متجهون بقوة نحو حرب عالمية كبرى"، مؤكدًا أن هذا هو الأمر الخطر فى هذا التوقيت ومن الممكن بناء عليه سياسات فى المرحلة المقبلة.
وحول نجاح ميونخ فى خلق الحشد للضغط على روسيا قال فهمى فى تقديري هذا سيأخذ بعض الوقت لإثبات ذلك، خاصة أن المؤتمر منصة دولية لكنه من الصعوبة بمكان أن يوفر أمنًا مباشرًا فى هذا التوقيت وأن الخلاف الأوروبي سيستمر فى التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية فى هذا التوقيت.
وأشار فهمى إلى أن هناك تبعات مهمة متعلقة بالتعامل العسكري وتصعيد العمل العسكري الأوروبي تجاه روسيا، متوقعًا أن موسكو قد تستهدف أراضي الناتو فى الفترة المقبلة إذا تم تطبيق استراتيجية دعم أوكرانيا على الأرض.
يذكر أن قادة الغرب أطلقوا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد حاليًا في ألمانيا، جملة من الوعود بشأن دعم أوكرانيا عسكريًا، ومحاسبة روسيا على جرائم ارتكبت خلال الحرب التي بدأت في 24 فبراير من العام الماضى.