كيف يمكننا إعادة توصيل أدمغتنا للتركيز على الإيجابيات في حياتنا؟
في بعض الأحيان لا نفهم سبب قيامنا بالأشياء التي نقوم بها، قد ترغب في ارتداء الجينز القديم، لا يمكنك التوقف عن تناول الشوكولاتة، أو قد تشعر أنك تستحق ترقية في عملك ولكن لا يبدو أنك توفر الوقت لبذل العمل الإضافي المطلوب.
تقول عالمة الأعصاب ومدربة أداء الدماغ نيكول فيجنولا وفقا لموقع "مترو":"يحب دماغك أن يثبت صحته.. لذلك إذا واصلت إخبار نفسك أنك لن تكون سمين، أو سأحصل على كذا فسوف تتعامل مع هذه الأشياء بهذه العقلية، نسمي هذا التحيز التأكيدي ونفضل المعلومات لدعم الاعتقاد".
كما أن الدماغ مبرمج للتركيز على السلبيات، إذ يظهر علم الأعصاب أن المنبهات السلبية تثير استجابات أكبر في الدماغ من تلك الإيجابية، نميل أيضًا إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للأشياء السيئة والتغاضي عن الأشياء الجيدة، ربما يرجع ذلك إلى التطور، ويسمى التحيز السلبي وهو يفسر لماذا نميل إلى التركيز أكثر على السلبيات، على سبيل المثال إذا تلقيت ثلاثة تعليقات لطيفة على انستجرام الخاص بك ولكن تعليقًا واحدًا فظيعًا فمن المرجح أن تذهب إلى الفراش قلقًا بشأن التعليق السلبي.
وتقول نيكول، إنه من الممكن "إعادة توصيل" الدماغ وأنه من خلال الاعتراف ببساطة بالتحيز السلبي، فإننا بالفعل نتقدم بخطوة واحدة، بعد ذلك كل ما علينا فعله هو اختراق أنماط تفكيرنا للتركيز على الإيجابيات.
تقول: "من الممكن التلاعب بالدماغ، إن اجترار الأفكار السلبية والاستغراق فيها لن يؤدي إلا إلى تقوية المسارات العصبية للتفكير السلبي والقلق، بدلاً من ذلك ركز على الإيجابيات لتغيير طريقة تفكيرك وسيؤدي ذلك في النهاية إلى تقليل تأثرك بالأحداث السلبية بمرور الوقت"، فنظرًا لأن دماغنا يحب أن يسلك الطريق السهل، فإن الأمر يتطلب بعض القوة الذهنية الجادة للتحول إلى الإيجابية، عندما تكتسب عادة جديدة فإنك تخلق مسارًا عصبيًا جديدًا، لم يتم رصفه من قبل ولا يوجد مسار يجب اتباعه، في البداية قد يكون الأمر غير مريح ويصعب التنقل فيه.
عندما تقف عند مفترق طرق وتضطر إلى الاختيار بين طريق جديد غير ممهد ومسار قديم، سيكون عقلك أكثر ميلًا لاتخاذ الطريق السهل، كلما قل سفرك على المسار الجديد كلما بدأ في التلاشي، ولكن إذا استمررت في ذلك فسيصبح من الأسهل في النهاية اتباع هذا المسار.