رغم فارق الدمار.. جيل زلزال 92 يستعيدون ذكرياتهم بعد تركيا وسوريا
بعد وقوع الزلزال المدمر الأخير في كل من تركيا وسوريا وما تابعه الجميع من مشاهد مأساوية ومبكية لأسر وضحايا قتلت وشردت جراء هذا الزلزال، استدعت هذه المشاهد في ذاكرة الكثير من المصريين مشاهد أخرى مشابهه سبق وأن عايشوها، ذلك ما عايشوه وقت وقوع الزلزال المدمر الشهير عام 1992 الذي لن تغفله ذاكرة المصريين إلى هذه اللحظات.
وعلى الرغم من اختلاف القوة والأثر المدمر فيما بين كلًا من زلزال 1992، وزلزال تركيا وسوريا في القوة وأثر الدمار، إلا أن استدعاء المصريين لمشاهد زلزال 1992 لم تكن بأيديهم، وذلك لما خلفه من أثار دمار ضخمة لم يعهدها المصريون.
"الدستور" تواصلت مع عدد ممن عاصروا زلزال 1992، من كبار السن، وممن أطالقوا على أنفسهم جيل 1992.
منى: كنت منتظرة أسرتي في مدخل العمارة
"منى محمد" 38 عامًا قالت أنها بمجرد مشاهدتها عبر وسائل التواصل وشاشات التليفزيون، لقطات من زلزال تركيا وسوريا تذكرت على الفور ذكرياتها مع زلزال 92، موضحة أنها كانت حينها مازالت طفلة، أما وقت وقوع الزلزال تحديدًا فكانت تستعد هي وأسرتها للذهاب من أجل شراء بعض الملابس لها، وكانت تنتظرهم بمدخل العمارة لتفاجئ بصرخات مدوية من أسرتها ومن الجيران، ولم تشعر بنفسها إلا وأن وجدت أباها يحملها بالشارع وجميع سكان العمارة بالخارج، والعمارة قد تهدمت.
محمود: أخرجت جثتين لطفل
بينما قال محمود سمير 65 عامًا أنه كان حينها في طريقه إلى المنزل بعد انتهاؤه من العمل وذلك تحديدًا في منطقة النعام بالحلمية، مشيرًا إلى أنه وجد جواره مدرسة ابتدائية قد انهار سلمها، واستطاع أن يخرج طفلين موتى من تحت الأنقاض، موضحًا أن تلك كانت من أقسى اللحظات التي مرت عليه طوال حياته.
لا يمكن مقارنتهما
من جهة أخرى قال محمد أحمد أحد المعاصرين لزلزال 1992 أنه لا وجه للمقارنة بين زلزال تركيا وسوريا وبين زلزال مصر، وذلك على الرغم من أن زلزال 92 مازال يعتبر "بعبع المصريين" مشيرًا إلى أن عدد الوفيـات في زلزال مصر كانت قد بلغت حينها 561 وفـاة وهو بالطبع رقم كبير إلا أن هذه الحصيلة لا تقارن بزلزال تركيا وسوريا الذي ضرب مناطق مأهولة بالسكان وتسبب في خلال ساعات قليلة في وفاة 3600 شخص على أقل التقديرات بحسب الإحصائيات الرسمية، وهو ما يعني أنه قد يتخطى 10 آلاف قتيل غير عشرات الآلاف من المصابين.
كما أكد محمد أن ما زاد الأمر تعقيدًا هو أن وضع سوريا وتركيا في زلزالهم أصعب وذلك لأن أحوال الطقس السيئة في تركيا تمنع جهود الإنقاذ، كما أن أحوال البلد الصعبة في سوريا تزيد الأمر سوءًا.
زلزال 1992
كان زلزال 1992 هو الزلزال الأكثر تأثيرًا على القاهرة بعد زلزل عام 1847، وكان قد وقع في يوم 12 أكتوبر عام 1992 فى الساعة الثالثة و9 دقائق عصرا تقريبًا، كما كان مركزه السطحى بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلو مترا (22 ميل) إلى الجنوب الغربى من القاهرة، و استمر الزلزال لمدة 30 ثانية تقريبًا.
وأصاب زلزال 92 معظم بيوت شمال مصر القديمة منها بتصدعات وبعضها تهدم، و بلغت قوة الزلزال 5.8 درجة على مقياس ريختر ولكنه كان مدمرًا بشكل غير عادى بالنسبة لقوته، كما تسبب فى وفاة 545 شخصًا وإصابة 6512 آخرين وكذلك شرد حوالى 50000 شخص، كما أدى لتدمير 350 مبنى بالكامل وإلحاق أضرار بالغة بـ9000 مبان أخرى، وأصيب 216 مسجدا و350 مدرسة بأضرار بالغة جراء الزلزال، كما شهدت مصر لزلزال 1992 عدة توابع استمرت على مدار أربعة أيام متتالية.
وفي أحدث حصيلة عن ما خلفه زلزال سوريا وتركيا الأخير من ضحايا تبين أنه قد أودى بحياة أكثر من ثمانية آلاف شخص وهو ما يرفع إجمالي حصيلة القتلى مع سوريا المجاورة إلى أكثر من 11 ألفًا، فيما تتواصل جهود إنقاد الناجين والعالقين في سباق ضد الزمن والبرد.
تصنيف مصر
ويعد تصنيف مصر ووضعها عالميًا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، حسب الخبراء بعيد كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى.