الناقد سيد ضيف الله: كشاف المترجمين تسهم فى تقديم كتيبة من المبدعين
قال الناقد سيد ضيف الله، إن كشاف المترجمين تسهم في تقديم كتيبة من المبدعين. وجاء ذلك خلال توزيع جوائز مسابقة كشاف المترجمين، ضمن فعاليات الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأوضح أستاذ النقد الأدبي المساعد بأكاديمية الفنون، سيد ضيف الله، عضو لجنة تحكيم المسابقة: بين أيدينا الآن 29 قصة مترجمة فائزة من مجموع 149 قصة كانت تتنافس للوصول للقارئ العربي بلغة واضحة ودقيقة وجميلة. هكذا تخيلت أن عملنا في لجنة تحكيم هذه المسابقة المهمة يمكن أن يسهم في تقديم كتيبة مميزة من شباب المترجمين في مجال الإبداع الأدبي عمومًا، لتكون ثمرة الدورة الأولى من كشاف المترجمين كتابًا يصدر بالتعاون بين مؤسستين ثقافيتين كبيرتين من مؤسساتنا الوطنية، هما المركز القومي للترجمة، والهيئة العامة لقصور الثقافة.
ولفت "ضيف الله" إلى أن: الإبداع القصصي حول العالم بعبور شباب المترجمين، عنوان لكتاب يضم مجموعة من القصص ذات سمات فنية مميزة وقادرة على إمتاع القارئ العربي. لقد تعددت لغات هذه القصص فكانت إحدى عشرة لغة، لكن جماليات الكتابة القصصية قاربت بينها فجمعتها بين دفتي كتاب واحد.
وشدد ضيف الله على أن القصص في لغاتها الأصلية كاشفة عن جماليات الكتابة القصصية، لكنها حين تترجم تعكس بشكل واضح جماليات التلقي لتكشف لنا ما الذي يراه المترجم من جماليات الإبداع القصصي يستحق الترجمة.
ــ تفاعل ثقافي بين القصة والمترجم
وتابع ضيف الله: إنها عملية تفاعل ثقافي بين القصة والمترجم، كشفت لنا عن انحياز ثقافي وجمالي لدى المترجم المصري للنزعة الإنسانية وحضور صوت الإنسان المعاصر في مواجهة العالم بقيوده الاجتماعية ومأزقه الوجودي في الوقت نفسه، وهو ما نجد مثالًا له في اختيار أسماء مصطفى لقصة "إلى زوجتي المتوفاة" لتترجمها عن الصينية، واختيار محمد يسري لقصة بعنوان "اللاجئ" ليترجمها عن السواحلية، وفي اختيار كل من رنا مجدي لقصة بعنوان "صلاة من أجل الأحياء" وبشرى أحمد لقصة "الزائر" لتترجمها عن الإنجليزية، وكذلك في اختيار رانيا عبدالله لقصة عنوانها "روح الظلام" لتترجمها عن الكورية، ولعل هذا الانحياز الثقافي والجمالي وأثره في جعل الذات الراوية مركز العالم القصصي ومكنها من إعادة تعريف من منظور ذاتي شديد الإنسانية. وعلى نحو مدهش، تلتقط رنا نبيل تلك العلاقة الذاتية الخاصة بين الإنسان ووطنه فتترجم عن الأردية قصة بعنوان "هذا هو" وعلى نحو شديد الثراء والعمق تقدم لنا عبير أحمد بترجمتها لقصة "الخبز والصابون والعشق"، الجوهر الإنساني حين يصبح عشقًا يصل بين أحد حراس السجن وامرأة سجينة صارت جسدًا يتناقله الباحثون عن المتعة، فيقدم العاشق/ السجان للمسجون خبزًا ليأكل وصابونًا ليستحم ثم يكون الاقتران بينهما حكاية تُروي.