منظومة «مامبا وليوبارد».. هل تؤثر الإمدادات الغربية لأوكرانيا على مسار الحرب؟
أعلنت واشنطن أنها ستقدم إلى أوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 2.2 مليار دولار تتضمّن صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حاليًا ضد القوات الروسية، فيما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية تقديم باريس وروما لكييف منظومة دفاع أرض - جو متوسطة المدى من نوع "مامبا" في الربيع المقبل وذلك بعد أيام من حصول كييف على دبابات "ليوبارد" الألمانية.
في هذا السياق، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه على الرغم من التدفق المستمر للأسلحة والذخيرة، تضغط القوات الروسية على القوات الأوكرانية في منطقة "دونيتسك الشرقية"، التي أصبحت الآن مركز القتال.
وأشار السيد فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن موسكو تحاول السيطرة على مدينة "باخموت" منذ شهور، وربما هذه المعركة هي الأطول مُنذ بدء الغزو، وأكثرها دموية.
وأوضح السيد أنه إذا استمر الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا بكثافة، فقد يسعى بوتين هذه المرة لاستخدام السلاح النووي ولكن بدرجة محدودة، منها تحقيق انتصار محدود، وإرسال رسالة للغرب بأن روسيا لن تتوانى عن استخدام الأسلحة النووية إذا اضطرت لذلك، مشيرا إلى أن ذلك الخيار سيظل رهنًا بتحول دفة الحرب لصالح كييف نتيجة الدعم الغرب العسكري لها، وهذا قد يدفع واشنطن والغرب للتفكير بدرجة عقلانية أكبر فيما قد تؤول إليه الأمور في كييف.
وأضاف أن الرئيس الروسي أوضح أن روسيا لديها ما ترد به، ولن يقتصر الأمر على استخدام المدرعات، وحذر الجميع من اتباع سياسات قد لا تحمد عقباها، كما أوضح أن الحرب الحديثة مع روسيا مُختلفة تمامًا عن أي حروب سابقة.
هل تؤثر جلسة الأمن بشأن أوكرانيا على تهدئة التصعيد؟
وحول تأثير جلسة مجلس الأمن بشأن أوكرانيا على تهدئة التصعيد، قال السيد إنه على وقع التطورات الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، ومع تنامي المساعدات العسكرية الغربية لكييف، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة "آفاق السلام" في أوكرانيا، وذلك بالنظر إلى تكدس الأسلحة الغربية هناك.
وأوضح السيد أن الطلب الروسي تم تقديمه عبر "مالطا" التي تتبوأ مقعد عير دائم في مجلس الأمن، وتتولى رئاسة المجلس عن شهر فبراير.
وكان النائب الأول للمثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي" أعلن أن الطلب الروسي بشأن عقد اجتماع لمجلس الأمن، يأتي من رغبة روسيا في مناقشة اّفاق السلام، في ضوء تكديس الدول الغربية للأسلحة في أوكرانيا.
وتابع السيد: "لأول مرة مُنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يقول الرئيس الروسي إن روسيا تتعرض للتهديد مرة أخرى من قِبل دبابات "ليوبارد" الألمانية، وذلك خلال كلمته في مدينة "فولغوغراد" الجنوبية لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار قوات السوفييت في معركة "ستالينجراد".
وأضاف: "إذن ربما تسعى روسيا من خلال سعيها لعقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة التطورات الأخيرة "لكسب الوقت"، لكنها تستمر وبقوة في استراتيجيتها مُنذ بدء العلية العسكرية والذهاب بعيدًا حتى تُحقق أهدافها، فالرئيس "بوتين" ربما يعتقد أن "الوقت" هو أفضل حليف له؛ لأنه إذا كان بإمكانه الاستمرار في ضرب البنية التحتية لأوكرانيا بينما يحتفظ على الأقل بما لديه في ساحة المعركة، فربما يمكنه إنشاء معركة طويلة الاَمد تكون فيها القوى العاملة الروسية المتفوقة حاسمة، خاصة مع زيادة أعداد القوات العسكرية الروسية، ووصول الإنتاج الدفاعي الروسي لمستوى عالِ، وعلى أمل أيضًا أن يتبدد الدعم الغربي لـ "كييف".
واختتم السيد تصريحاته قائلا: "في الأخير، وبعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، أصبح عدم اليقين بشأن مسارها أكبر من أي وقت مضى، فخلال الأشهر الستة الأولى، كانت لدى روسيا المبادرة، وكانت الأسئلة الرئيسية هي متى وأين وما هو النجاح الذي ستحققه، وعلى مدى الأشهر الخمسة التالية، حصلت أوكرانيا على المبادرة نتيجة للدعم العسكري الغربي لها. والآن بات من الصعب معرفة ما سيأتي بعد ذلك ومن يمتلك الأفضلية، فقد يكون كلا الجانبين يستعد لهجمات جديدة، ويتعامل كلا الجانبين مع مزيج من الخسائر في ساحة المعركة والقدرات الجديدة التي تجعل من الصعب تمييز نقاط قوتهما النسبية.