«حلق عالى يا نسر الأهلى».. كيف أعاد كولر «الأحمر المرعب» بنسخة حديثة من «٤/3/3»؟
فى ولاية كلٍ من رينييه فايلر وبيتسو موسيمانى، كان فريق كرة القدم بنادى الأهلى يعانى كثيرًا، حينما يتحول إلى الاعتماد على طريقة لعب «٤/٣/٣».
ولوقت طويل انتقدنا الاعتماد على ثلاثية: «أليو ديانج وحمدى فتحى وعمرو السولية»، وكانت سببًا رئيسيًا فى نتائج سلبية كثيرة عانى منها الأهلى فى ولايتى «فايلر» و«موسيمانى».
لكن مع السويسرى مارسيل كولر تبدل الأمر تمامًا، وبات الأهلى فى الخطة الجديدة، بلا صانع لعب رئيسى، فى أفضل حالة.
الأبرز من ذلك أن الأهلى نفذها بثلاثى الوسط المعتاد، الذى يفتقد أيضًا للاعب مبتكر وصاحب أدوار هجومية كبيرة، مثلما كنا نعيب على الطريقة مع المدربين السابقين.
لكن «كولر» برع بشكل كبير فى الطريقة الجديدة مع الأهلى، بسبب آليات تنفيذها وأدوار اللاعبين داخلها، بخلاف ما كان عليه الأمر سابقًا.
باتت أدوار محورى الوسط اللذين يلعبان أمام الارتكاز الدفاعى، وبالتحديد حمدى فتحى وأى من يلعب معه، سواء «السولية» فى مباراة أوكلاند الأخيرة، أو مروان عطية ومحمد فخرى و«أفشة» فى مرات سابقة، متباينة تمامًا، ما أحدث فارقًا كبيرًا فى الشكل الخططى.
راهن المدير الفنى للأهلى على تحول حمدى فتحى إلى مهاجم ثانٍ، ودخوله منطقة جزاء الخصم طوال الوقت، ليستفيد من المساحات التى يخلفها المهاجم الصريح بنزوله إلى الخلف، ومن قدرات «حمدى» على اللعب بالرأس وإجادة الكرات الهوائية.
كذلك يمارس محور الوسط الآخر نفس الأدوار المتقدمة، ما يمنح الفريق الكثافة والعمق المطلوبين فى مناطق الخطورة، ورأينا ذلك من مروان عطية فى هدف الأهلى الوحيد أمام البنك الأهلى فى آخر مباريات الدورى العام، قبل اللعب فى مونديال الأندية.
ثم لجأ «كولر» إلى حيلة جديدة فى افتتاح مشوار الأهلى ببطولة كأس العالم للأندية، حينما استخدم لاعب الوسط عمرو السولية فى التحول للجناح وقت الهجمة، على أن يترك الجناح الأيمن الرئيسى حسين الشحات الخط، ويتحرر فى التحرك بالداخل.
«اللامركزية» هذه أسهمت فى أن يتسلم «الشحات» الذى كان جناحًا أيمن، الكرة فى أقصى اليسار بالقرب من الجناح الآخر، فى الوقت الذى تبادل معه «السولية» الأدوار والتزم بالخط، ومن خلال هذه اللعبة جاء الهدف الأول، الذى فتح المباراة.
لم تكن مجرد فكرة عابرة، أو لعبة قدرية بالصدفة، بل كان منهجًا متفقًا عليه، أظهر الأهلى كفريق قوى هجوميًا للغاية، وأدى إلى تنوع كبير فى خطة «٤/٣/٣». ومن الأمور التى أبرزت قوة الطريقة مع «كولر»، هو الصعود الدائم والمتكرر للظهيرين: على معلول ومحمد هانى، لتتباين أدوار المحورين: حمدى فتحى وعمرو السولية، فى تقديم الدعم لهذين الظهيرين، على أن يخترق المحور العكسى إلى العمق ويتحول للهجوم.
فحينما يتقدم محمد هانى، يجد الدعم من عمرو السولية والجناح حسين الشحات، وكذلك يميل أليو ديانج، وهنا يتقدم حمدى فتحى «المحور العكسى» إلى العمق، ليصبح مهاجمًا.
استفاد الأهلى أيضًا من مشاركة «ديانج» هجوميًا، فى ظل تكوين جبهات لعب مكونة من الظهير والجناح ومحور الوسط، ومع ثلاثتهم يكون المهاجم الصريح وأليو ديانج قريبين إلى جهة اللعب، فيكون خماسيًا حول الكرة.
هذا الأمر تحقق بشكل واضح فى هدف بيرسى تاو بالتحديد، الذى كان قريبًا من محمد هانى وأليو ديانج، و«أفشة» الذى حل مكان عمرو السولية فى الجهة اليمنى وقتها، مع اقتراب المهاجم «كهربا».
فى طريقة «كولر» هذه، يؤدى المهاجم مهامَّ جديدة، من شأنها سحب مدافعى الخصم، وهو ما فعله «كهربا» فى مباراة أمس الأول، وكذلك محمد شريف، عبر خلق المساحات وصناعة الفرص.
كما تتميز هذه الطريقة مع «كولر» بالكثافة الكبيرة فى الوسط خلال الحالة الدفاعية، ويستخدم حمدى فتحى فى تحويلها إلى «٤/٤/٢» فى بعض الفترات، حينما يتقدم مع المهاجم الصريح لممارسة الضغط، وحرمان الخصم من التقدم بالكرة.
التطور فى هذه الطريقة وجلب عناصر قادرة على تنفيذها سيعطى للأهلى ما افتقده فى السابق، وبالتأكيد سيعود على الكرة المصرية عمومًا، لأنه سيصبح نمطًا فى كل مكان، وبالتبعية منتخب مصر، فهل يتسبب كولر فى عملية تجديد خططية للكرة المصرية؟