يوسف القعيد: طه حسين خصص حراسة لـ«القلماوى» عندما تعرضت لمضايقات فى الجامعة
قال الروائي يوسف القعيد، إن طه حسين خصص حراسة للناقدة سهير القلماوي عندما تعرضت لمضايقات في الجامعة.
وأوضح «القعيد»، خلال ندوة «طه حسين أديبًا»، والمقامة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد: أحرص أشد الحرص عندما أسرد أو أروي واقعة ذكرها لي أحد من الأموات، أن أنقلها بصدق تام، لأن أصحابها لم يعد لديهم القدرة على الرد.
وحول واقعة تخصيص الدكتور طه حسين حراسة لتلميذته الدكتورة «سهير القلماوي»، تابع «القعيد»: ذكرت لي تلميذة الدكتور طه حسين سهير القلماوي، أنها عندما التحقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وكانت وقتها أول طالبة تلتحق بالجامعة تعرضت للعديد من المضايقات، سواء من طلاب الجامعة، أو الناس الذي استهجنوا وربما استغربوا أمر دخول فتاة إلى الجامعة.
وذكرت لي «القلماوي» وقت ما كنت أذهب إليها في الهيئة العامة للكتاب، وكان وقتها يسمى بـ «دار الكتاب العربي»، أن طه حسين عندما علم بهذا الأمر وما تتعرض له تلميذته، أمر بتخصيص حراسة خاصة لها، تصطحبها من بيتها لتوصلها إلى الجامعة، ثم تعيدها مرة أخرى إلى منزلها بعد انتهاء يومها الدراسي.
ولفت «القعيد» إلى أن طه حسين بهذا الموقف أثبت أن علاقة الأستاذ بتلاميذه لا تتوقف على نقل ما تعلمه إليهم، بل أن يكون لهم قدوة في سلوكياته الإنسانية، يستمع إلى مشاكلهم ويتعاطف معهم ويحاول مد يد العون إليهم، وهذا ما لا نجده اليوم.
ــ لم يصدق زملائي في المصور أنني سأحاور طه حسين
وتابع: «كان من حسن حظي أنني قابلت الدكتور طه حسين قبل وفاته بشهرين أو ثلاثة، حتى إن زملائي في جريدة «المصور»، وكنت وقتها أعمل محررا ثقافيا في المجلة، لم يصدقوا أنني سأجري حوارا مع طه حسين، كنت قد هاتفته فرد علي سكرتيره، وذهبت إليه في الموعد المحدد، في بيته ــ فيلا رامتان ــ في أحد الشوارع المتفرعة من شارع الهرم، وهو البيت الذي تحول إلى متحف طه حسين بعد وفاته».
وواصل: «ما بقي في ذاكرتي عن هذا الحوار الذي أجريته منذ أكثر من أربعين عاما، تحديدا في عام 1973 قبل وفاة العميد بشهرين، هو ما بقي من صوت الدكتور طه حسين، والذي يمثل سر عبقريته.. فقد كان صوته مصدر عبقريته، فكان يتحدث اللغة العربية الفصحى بصوت واضح عال يسمعه ويسمع الحاضرين في أي مجلس معه".
واستكمل: "سجلت الحوار مع الدكتور طه حسين، ونشر تحت عنوان «اللغة العربية تمر بأزمة حادة»، ولا أعرف لو كان يعيش بيننا الآن، ماذا كان سيقول عن حال اللغة العربية.
ــ طه حسين رجل معارك
وواصل: «عندما ذهبت إلى طه حسين، كنت أعرف أنه عميد الأدب العربي، وخاض العديد من المعارك، وأن الكتابة بالنسبة إليه سلوك أكثر من عمل وجاهة اجتماعية أمام الناس، وبعد لقائي معه قرأت رواية «دعاء الكروان»، والتي تحولت لعمل سينمائي فيما بعد، رأيت أنني أمام عمل معجز يصف أشياء لا يمكن وصفها إلا بالنظر لا بالسمع، كما أن كل كتاباته لا تقع فيها على كلمة ينعي فيها طه حسين حظه أنه ولد ضريرا، بل كان شديد الثقة والاعتزاز بنفسه».