جلال برجس: طموحى يتخطى أى جائزة.. والأهم كسب احترام القارئ
- انتشار أعمالى بين القراء والناشرين المصريين نقطة مضيئة فى مسيرتى الأدبية أفخر بها
فى العام ٢٠٢١، فاز الشاعر والروائى والقاص الأردنى جلال برجس بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، عن رواية «دفاتر الوراق»، وكان الحدث الشرارة التى أشعلت نيران شهرته فى الوطن العربى، رغم أنه سبق لروايته «سيدات الحواس الخمس» الوصول للقائمة الطويلة للجائزة أيضًا.
«برجس» من مواليد عام ١٩٧٠، وكتب الشعر والقصة القصيرة فى البداية قبل أن يتجه إلى كتابة الرواية، وترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية، ويشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى نسخته الـ٥٤؛ حيث كانت لـ«الدستور» هذا اللقاء معه.
■ وقع الاختيار على الأردن ليحل ضيف شرف على معرض الكتاب هذا العام.. فما توقعاتك لانعكاس هذا الاختيار على التعاون الثقافى بين البلدين؟
- أؤمن بالتقارب الثقافى الذى من شأنه أن يؤدى إلى اجتراح فضاءات جديدة، ومن هنا فإن اختيار الأردن ضيف شرف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب يصب فى خانة المساعى الثقافية التى ستدفع بهذا القرب إلى الأمام، وهذا بالطبع يبنى على جذور العلاقات الثقافية الأردنية المصرية ويعظم منجزاتها فى الوقت الحاضر.
مصر صاحبة سبق ثقافى عريق كان ولا يزال جاذبًا لكل المثقفين العرب، ومنهم الأردنيون الذين تربطهم علاقات وثيقة بالمثقفين المصريين، وبالفضاء الثقافى المصرى عامة، وأتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تعاونًا ثقافيًا متميزًا بين مصر والأردن، شأنه شأن جميع أشكال التعاون الأخرى بين البلدين.
إن للثقافة فى مصر ركائز مهمة، امتدادًا من ماضيها العريق، مرورًا بحاضرها المهم، وتطلعًا إلى مستقبل مضىء.. مقابل ذلك يشهد الأردن نشاطًا ثقافيًا نوعيًا يتكئ على مرتكزاته الإنسانية الأصيلة، لهذا، وبالإضافة إلى المشتركات الثقافية بين البلدين، خاصة أفق التنوير التى يحتاجها الإنسان فى هذه المرحلة، أرى أن التعاون الثقافى المقبل سيأخذ بعين الاعتبار سمات المرحلة العالمية الجديدة، وينطلق نحو آفاق مختلفة.
■ كيف استفدت من الثراء الثقافى لمصر خاصة أن لك تجربة مميزة مع ناشرين مصريين؟
- علاقتى بمصر، خاصة على الصعيد الثقافى، علاقة استثنائية، فقد صدرت كتبى بطبعات مصرية وجدت مقروئية واحتفاء لافتين، ودُعيت إلى عدد من الفعاليات الثقافية المهمة فى القاهرة والإسكندرية، وصار لكتبى مكانة بين القراء المصريين الذين يقرأون بوعى لافت. لا تزال بوصلة المثقفين العرب تتجه إلى مصر، وهذا عائد لأسباب عديدة، أهمها تميز الدور المصرى على الصعيد الثقافى، والمقروئية العالية التى يمكن أن يحظى بها الكاتب العربى فيها.
■ هل ستواصل تركيزك على السوق المصرية فى جديد أعمالك؟
- من أكثر النقاط المضيئة فى حياتى الأدبية هى مقروئيتى فى مصر، وذلك من خلال طبعات رواياتى التى صدرت عن مكتبة تنمية، لهذا أحافظ على استمرار صدور الطبعة المصرية لرواياتى، ولكل كتبى السابقة التى ستصدر مستقبلًا.
وقريبًا ستصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر سيرتى الروائية «نشيج الدودوك»، وفى هذا الكتاب أروى سيرتى من خلال زيارتى ثلاث مدن فى العالم، وسيرة ثلاثة كتب رافقتنى فى السفر، إضافة إلى سيرة تلك الأمكنة، وقد جاء هذا الكتاب نتيجة تساؤل شخصى: لماذا أقرأ، وأكتب، وأسافر؟ وانطلاقًا من هذا التساؤل كتبت.
■ بعد فوزك بجائزة البوكر هل توقف طموحك عند هذا الحد أم أن لك أهدافًا أعلى؟
- لا شك أن الجوائز مهمة للكاتب، لكن طموحى الأكبر هو تلك المكانة العالية لكتبى عند قُرائى؛ إنها جائزة على قدر كبير من الأهمية، فالقراءة الواعية لا تقل شأنًا عن الكتابة، إنها إعادة إنتاج للنص من بعد جديد.
■ هل يمكن أن توافق على تقديم رواية أخرى للمنافسة على البوكر أم أن الأمر انتهى عند فوزك بها؟
- ليست لدى إجابة محددة عن هذا السؤال، ربما أفعل ذلك وربما لا. الكتابة هى صاحبة الأولوية الكبرى عندى، أما ما يمكن أن يأتى بعدها فهو متعلق بخصوصية اللحظة التى تقف وراء قرار مثل هذا.
■ ما الذى يجهزه جلال برجس وهو شخصية عامة معروفة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟
- سأقدم ورقة فى المعرض حول السرد، ومن ثم لى عدد من اللقاءات بقرائى، منها ندوة فى مكتبة تنمية وتوقيع للطبعات المصرية من رواياتى. إن فى زياراتى إلى مصر فرصًا ثقافية مهمة أسعد بها.
■ بعد ارتفاع أسعار الورق فى الدول العربية.. كيف ترى تعامل القارئ مع الكتب؟ وهل يمكن أن يحتل وسيط آخر مثل الكتاب الصوتى أو الإلكترونى مساحة أكبر؟
- الكتاب الإلكترونى بصيغتيه الصوتية والمقروءة موجود، لكن برأيى مهما تبدلت الظروف لن يتلاشى الكتاب الورقى بهذه السهولة، لأسباب عديدة، منها الآثار الصحية الناجمة عن القراءة الإلكترونية، وفقدان الحميمية التى لا يوفرها إلا الكتاب الورقى.